حصن الاتحاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا غنى لأي دولة عن قوة ذاتية تصونها، ولا يمكن لأمة أن تبقى وتدوم من دون جيش قوي يحفظ أرضها، ويحمي أمنها، ويدفع عنها كيد الأعادي، ويحقق لها القوة والمنعة، فتنقطع عنها الأطماع، وتبقى حصناً منيعاً على كل عدو وحاقد.

ودولة الإمارات بحمد الله دولة قوية أبية، تمتلك جيشاً باسلاً، وقوات مسلحة مشرفة، حرصت على بنائه منذ تأسيسها، ولم تدخر وسعاً من أجل ذلك، حماية للاتحاد وصوناً لمكتسباته.

وذلك منذ عهد مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائل: «لم نبخل بتقديم كل ما نستطيع لتعزيز قواتنا المسلحة، باعتبارها الدرع الواقية والسور الحصين لهذا الوطن، فأنشأنا الكليات والمعاهد العسكرية، وزودناها بالخبرات والمعدات ووسائل التدريب، التي تجعل قواتنا المسلحة، بحق، تعد في مصاف الجيوش الحديثة، التي نفاخر بها الدول».

وعلى هذه الخطى الراسخة سارت قيادتنا الحكيمة، التي كانت خير خلف لخير سلف، فعززت قواتها العسكرية، ودعمتها بكل الإمكانات التطويرية، سواء في مجال العنصر البشري المقاتل أو في مجال الأسلحة وغيرها، فشجعت شباب الوطن على الانخراط في الخدمة الوطنية، لتدريبهم على المهارات العسكرية وحسن إعدادهم.

كما أنشأت شركة الإمارات للصناعات العسكرية (إديك)، التي تعتبر المنصة الأولى من نوعها في المنطقة في تقديم أرقى الخدمات العسكرية المتكاملة بأرفع التقنيات، وقامت باستضافة المعارض العسكرية الدولية، ومنها معرض الدفاع الدولي آيدكس 2017، ومعرض الدفاع البحري نافدكس، والتي عرضت فيها مئات الشركات من مختلف دول وقارات العالم آخر مبتكراتها في التصنيع العسكري، وقامت قواتنا المسلحة بعقد صفقات لامتلاك أحدث هذه المبتكرات العسكرية.

كما نظمت دولة الإمارات العروض العسكرية الوطنية، ومنها العرض الوطني «حصن الاتحاد»، الذي جسد القدرات الاحترافية لقواتنا الباسلة في عملية تدريبية تُظهر عالي مستواهم، وفائق مهاراتهم، وهذا غيض من فيض من جهود دولة الإمارات في تطوير قواتها الباسلة، وتعزيز عمليات الحماية والردع.

وقد أثمرت هذه الجهود كلها، وآتت أكلها على أكمل وجه، فتميزت دولة الإمارات بقوات مسلحة قوية، مشهود لها بالكفاءة العالية، والجاهزية التامة، والعزيمة الصلبة، والمهارات الفائقة، والانضباط التام، والتخطيط الدقيق، والتطوير المستمر، وروح الفداء في الدفاع عن تراب الوطن، والتفاني في الذود عن حياضه بالنفس والنفيس.

وصيانة مكتسباته وإنجازاته، فقواتنا هم الأسود إذا جدَّ الجد، موفون بالوعد والعهد، يلبون النداء دون تردد، ويؤدون الواجب دون تهيب، لا يعرفون للصعب مكاناً، ولا للمستحيل عنواناً، تهون المصاعب أمام صلابة عزائمهم، وتنحني الشدائد أمام ثقتهم المطلقة بالنصر وتحقيق أهدافهم، ويذوب المستحيل أمام قوة توكلهم على خالقهم.

ولقد أثبتت القوات الإماراتية في مختلف المواقف وعبر سجل ناصع مشرف وتاريخ حافل بالإنجازات أنها خير سند لدولتها وأمتها والعالم، لا تدخر جهداً في نسج البطولات، والوقوف مع الأشقاء في محنهم، ودعم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وفي هذه الجاهزية العسكرية والتفاني المتناهي رسائل للصديق والعدو، والقريب والبعيد، منها أن دولة الإمارات دولة قوة وصلابة، لا تهزها ريح مهما اشتدت، بل تزداد تماسكاً وثباتاً، وهي ماضية بعزم وتصميم في تعزيز أمنها الوطني والإقليمي والعربي، كما أنها دولة بسالة وبطولة وشجاعة، تفدي تراب وطنها الغالي بالأرواح،.

ولا تتردد إطلاقاً في تأمين حدودها، والدفاع عن اتحادها، والوقوف مع أشقائها، ونصرة الحق والسلام، والتصدي لقوى الإرهاب والتطرف والإجرام، وردع كل من تسول له نفسه مجرد التفكير في المساس بتراب هذا الوطن من قريب أو بعيد، كما أنها دولة إبداع وازدهار وتطور وتقدم في مختلف الميادين، بما في ذلك المجال العسكري، الذي توليه عناية كبرى لتحقيق العزة والمنعة والقوة لهذا الوطن.

وكذلك مختلف المجالات، فدولة الإمارات لا تثنيها التحديات عن تحقيق أفضل الإنجازات التنموية، في قطار إبداعي يسابق الزمن، وينطلق دون توقف في مسيرة عطاء متدفق، ليُلجم كل من يتوهم أن دولة الإمارات تتأثر سلباً بمشاركاتها الفاعلة مع أشقائها في حماية أمنها الإقليمي والعربي، ويؤكد أن العكس هو الصحيح، فهي لا تزداد إلا إبداعاً وتقدماً ومنعة وازدهاراً.

 

Email