نور في أرض الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أرض الإمارات أرض الخير والعطاء والازدهار تنطلق المبادرات والفعاليات والبرامج والأنشطة المتنوعة في مختلف المجالات، والتي ترتكز على تنمية الإنسان وخدمته وبناء الوطن ونهضته، على يد قيادة حكيمة، تبذل كل المساعي لصناعة حاضر مشرق والعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقاً وتلألؤاً، في عالم يزخر بتحديات كثيرة تهدد الكيان الإنساني روحياً وأخلاقياً وبدنياً ومادياً، كالإرهاب والتطرف والطائفية والحروب والأمراض الاجتماعية والأخلاقية وغيرها.

كل هذا يتطلب جهوداً حثيثة تستند إلى مخرجات وقائية وعلاجية تواكب هذه التحديات، وتحمي الكيان الإنساني من جميع هذه الآفات، ليكون الإنسان نافعاً لنفسه وأسرته، وبانياً لمجتمعه ووطنه.

وإننا لنحمد الله تعالى ونشكره على نعمة القيادة الحكيمة، وعنايتها بالإسلام والقرآن والتسامح والسعادة والإيجابية والإبداع والرقي وعمل الخير، مستحضرين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم» أي: تدعون لهم ويدعون لكم، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وبارك فيهم، وجعلهم ذخراً للعباد والبلاد.

ومن هذا المنطلق حرصت مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه كإحدى مؤسسات الدولة على النهوض بواجبها في دعم مخرجات القيادة الحكيمة في بناء الإنسان الواعي، المتسلح بالولاء لوطنه وقيادته، المحصَّن بالسعادة والتسامح، المتحلي بالقيم الإيجابية، سواء عبر مناشطها المستمرة طيلة العام أو عبر جائزتها السنوية جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، التي غرس شجرتها المثمرة الشيخ صقر بن محمد القاسمي، طيب الله ثراه.

وأكمل مسيرة رعايتها صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، حفظه الله، حتى غدت موئلاً للمتنافسين المبدعين من مختلف الفئات والجنسيات والأعمار في المجتمع ذكوراً وإناثاً رجالاً ونساء، وصرحاً إبداعياً تتخرج منه أجيال حافظة للقرآن الكريم، متخلقة بأخلاقه السمحة العظيمة.

وتحقيقاً لهذه الرؤية ارتأى مجلس إدارة مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه في إطلاقه للدورة السابعة عشرة من الجائزة عدة اعتبارات مهمة سعى إلى تحقيقها، لتنطلق الجائزة في ظلها في حلة جديدة بهية، ومن أهم هذه الاعتبارات تعزيز عملية التوطين، من خلال جوانب عدة، منها تعزيز مشاركات المواطنين ذكوراً وإناثاً في مختلف أفرع الجائزة.

وقد تحققت هذه الرؤية بحمد الله تعالى، فسجل مواطنو الدولة حضوراً بارزاً في الجائزة، حيث شارك في دورتها الحالية أكثر من 800 متسابق ومتسابقة من مواطني الدولة، خاضوا سباق التنافس بتميز وإبداع، وحصد بعضهم المراكز الأولى، محققين الصدارة في ركب المبدعين.

ومن الجوانب التي عززت فيها الجائزة التوطين أيضاً اعتماد حملة الخطاب الديني من المواطنين والمواطنات في إلقاء المحاضرات والندوات والدورات في ربوع إمارة رأس الخيمة، حيث اعتمدت الجائزة 15 محاضراً ومحاضرة من مواطني الدولة وضيفاً واحداً من خارج الدولة.

كما اعتمد المجلس كذلك رؤية مهمة في عمليته التوعوية تستند إلى مخرجات دولة الإمارات ورؤية القيادة الحكيمة، كان من أبرز هذه المخرجات: التسامح والسعادة والمحافظة على الوطن والالتفاف حول القيادة الحكيمة وتعزيز مخرجات الوسطية والاعتدال والتصدي للغلو والتطرف ودعم الجانب الأخلاقي بتعزيز مخرجات التربية الأخلاقية التي دعا إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ودعم مبادرة عام الخير التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك عبر عناوين ومضامين تم اختيارها بعناية ودراسة لتحقق أبعاد هذه الرؤية.

وكان من أبرز المحاضرات التي اشتملت على هذه المخرجات: التسامح في شريعتنا، ودور المواطن والمقيم في تعزيز الأمن، وتوجيهات قرآنية في التربية الأخلاقية، وخطر التيارات الدخيلة، وكيف تحمي أبناءك من الأفكار الدخيلة، والمواطنة الإيجابية، ومظاهر الانتماء الوطني، وأخلاقيات المهنة، وأبواب الخير في القرآن الكريم والسنة النبوية، وعدة عناوين في السعادة، منها:

السعادة في القرآن، ومفاتيح السعادة الأسرية، وكيف أجد السعادة، وأسس السعادة الوظيفية، إلى غير ذلك من عشرات المحاضرات والفعاليات الأخرى التي بلغت 43 فعالية، كما اعتمدت الجائزة لدورتها الحالية شعار «نقرأُ لنسعدَ ونبدع» منطلقة في ذلك من رؤية القيادة الحكيمة في تعزيز القراءة والسعادة والإبداع.

وتعزيزاً للشراكات المتعددة حرصت الجائزة في دورتها الحالية على توسيع دائرة الشراكات المؤسسية في القطاع العام والخاص وتوسيع المشاركات المجتمعية، حيث شاركت الجائزة من خلال مسابقاتها المتعددة وفعالياتها المتنوعة مع أكثر من 71 جهة في مختلف إمارات الدولة، كان من أبرزها المدارس والكليات ومراكز المعاقين والمؤسسات العقابية والإصلاحية وغيرها.

كما تميزت الجائزة بمشاركة واسعة من مختلف الجنسيات، حيث شارك فيها 44 جنسية من العالم من المقيمين على أرض الوطن، احتضنتهم الجائزة لإبراز مواهبهم وإبداعاتهم، ويعكس هذا العدد الكثير من الجنسيات الواقع الجميل المشرق لدولة الإمارات، التي غدت موئل أمن وأمان وواحة استقرار وازدهار، يحلم بالعيش فيها كثير من الفئات حول العالم، وتحفل بالكثير من الفعاليات والأنشطة التي تستقطب العقول والإبداعات.

وأخيراً فإن هذا المستوى المرموق الذي حققته الجائزة في دورتها الحالية لم يكن ليتحقق بعد توفيق الله تعالى إلا بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، حفظه الله، والتعاون الإيجابي المثمر بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والجهات الراعية للجائزة، والعمل الدؤوب المتميز من فرق العمل لتحقيق هذا الإنجاز، فلهم جميعاً جزيل الشكر والتقدير.

 

Email