الإمارات الأولى عربياً في مؤشر السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«لا يعمر الأوطان، ويشيد الأمجاد إلا شعوب يملأ نفوسها الرضى والسعادة، وإن سعادة الفرد هي البداية لمجتمع مستقر مطمئن ومنتج، ولذلك بدأت المنظمات الدولية المعنية بالتنمية مراجعة المقاييس الحقيقية، التي تقيس بها نجاح الحكومات، لتركز بشكل متزايد على قياس مشاعر الرضى والسعادة، التي تتمتع بها الشعوب، مدخلاً أساسياً لتحقيق تنمية مستدامة». محمد بن راشد آل مكتوم.

تسعى الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، لتعزيز موقع الدولة في مؤشر التنمية البشرية، الذي يعكس مستوى رفاهية الشعوب في العالم من حيث العمر، والتحصيل العلمي، ومستوى المعيشة، الذي يصدر سنوياً عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد حققت الدولة المرتبة 41 عالمياً عام 2015، ولا تزال تكثف جهودها ،لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال، بالعمل على أبرز الجوانب التطويرية وهي تحديث الإحصاءات التعليمية.

وتكثيف العمل على مبادرات تنويع الاقتصاد، ولهذا لم يكن مفاجئاً أن تحصد دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة 28 عالمياً لعام 2016، في خامس مسح من نوعه أجرته الأمم المتحدة على مستوى دول العالم، لقياس مدى الرضى والسعادة المحرزة من جراء تحسن الخدمات الاجتماعية، وصولاً للرفاهية الاجتماعية، متصدرة كل الدول العربية، بينما جاءت الشقيقة المملكة العربية السعودية في المركز الثاني عربياً تليها قطر في المركز الثالث، «حيث أظهرت النتائج ارتفاع مؤشر السعادة لدى المواطنين في دولة الإمارات في عام 2016.

أيضاً لم يكن مفاجئاً لنا أن تحرز دولتنا الناشئة هذا الموقع المتقدم، متفوقة على فرنسا وتايلاند وإسبانيا واليابان، محققة 6.596 نقاط في المؤشر الذي يتكون من عناصر عدة، تتضمن نصيب الفرد من الدخل القومي، والدعم الاجتماعي ومتوسط الأعمار والحرية الاجتماعية ومعدلات السخاء الاجتماعي.

لقد أشار التقرير إلى أن مسألة السعادة كونها هدفاً جوهرياً للسياسة العامة، وقد واصلت الإمارات إحراز تقدم حسن فيها، وقد عينت 4 دول حتى الآن وزراء للسعادة وهي: الإمارات، وبوتان، والإكوادور، وفنزويلا.

إن حصولنا على هذه المراكز المتقدمة لم يحدث نتيجة لتحيز أو محاباة من هذه المنظمة الدولية، التي درجت على تكليف إحدى وكالاتها المتخصصة لإجراء المسوح والأبحاث المعمقة، حول مئات القضايا المحورية، وإن الذين تابعوا مسيرة نهضة دولتنا، التي أرسى دعائمها المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وسار على نهجمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، يدركون حجم الجهد الذي بذله المؤسسون البناة، والقيادة الرشيدة، للارتقاء بمجتمع الإمارات، وكيف أمكن تحويل أرض يباب قاحلة إلى واحة خضراء.

المعلوم أن الأمم المتحدة تجري مئات الأبحاث التي تهم الجنس البشري، وعادة يتم تكليف أساتذة جامعات وخبراء دوليين، للقيام بهذه الدراسات، التي تتبع فيها منهجية علمية مدعومة بإحصاءات موثوق بها.

إن الشعور بالرضى والسعادة حالة نسبية كما يرى علماء النفس، ولذا من العسير الجزم بمدى ومستوى سعادة مجتمع بأكمله، نظير إشباع حاجات أفراده المادية والمعنوية، ولكن مؤشرات قياس السعادة والرضى تعتمد على درجة الرفاهية الاجتماعية، التي انتهت إليها حالة المجتمع، نظير جهود الدولة في إنجاز مشروعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ومن هذا المنطلق واستناداً إلى التقارير المنشورة، فإن دولة الإمارات استطاعت بفضل جهود ومتابعة القيادة الرشيدة، تحقيق أعلى معدلات النمو الاقتصادي، الذي ترافقت معه درجات متقدمة في مستويات الخدمات الاجتماعية، خصوصاً في ميادين الصحة والتعليم والبيئة، لذا ليس مستغرباً أن ينسجم ما تحقق من تنمية مستدامة في بلادنا في أربعة عقود، مع مؤشرات المسح، الذي صدر مؤخراً.

ويكفي القول: إن الناتج المحلي الإجمالي للدولة تجاوز دول النمور الآسيوية، كما أن دخل الفرد في الإمارات بقي في صدارة الدول المقدمة، وأن قطاع البنية التحتية احتل الموقع نفسه، شأنه شأن قطاع الخدمات اللوجستية، ويسير في ذات الاتجاه قطاع الخدمات العامة كالصحة والتعليم، علماً بأنه تتم رعاية هذا التقرير من قبل شبكة حلول التنمية المستدامة، التي أنشأها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

يستند ترتيب الدول إلى مسح غالوب العالمي (Gallup World Poll)، الذي يستطلع رأي الأفراد في تقييمه لمستوى المعيشة والرضى عن الحياة، من درجة «صفر» (الأقل سعادة) إلى 10 (في غاية السعادة)، ويُعرف هذا السؤال اقتصادياً بنتيجة سلم كانتريل لمعرفة ترتيب الدول، وتقوم مؤسسة غالوب العالمية بطرح أسئلة أخرى تتعلق بالرفاهية، وجودة الحياة.

ويُظهر التقرير أن الدخل الاقتصادي، ومتوسط العمر الصحي المتوقع، والدعم الاجتماعي، والرفاهية المعيشية، وغياب الفساد، والأمن الأمان، هي من أكثر جوانب الحياة، التي تجعل الفرد أكثر سعادة، وهذا المسح يقوم «معهد غالوب» بإجرائه في 157 دولة، ويستند إلى تقييم الفرد لمستوى المعيشة والرضا عن الحياة يشمل المواطنين والمقيمين العرب والأجانب في كل إمارات الدولة.

تهانينا لقيادتنا الرشيدة، ولشعب الإمارات السعيد، والمقيمين معنا على أرض دولتنا المضيافة السعيدة.

Email