الحمدلله على نعمة زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحم الله الشيخ زايد بن سلطان الذي كان ولا يزال مدرسة للأجيال في حياته ثم بعد أن اختاره الله تعالى إلى جواره، وها هو اليوم بعد مرور سنوات على رحيله، يرحمه الله، لا يزال يعلمنا الخير والفضل والسنع الطيب وحسن الفعال، فما أكرمها من مدرسة تلك التي أنعم الله تعالى علينا بها، ألا وهي مدرسة زايد وأبناء زايد وإخوانهم من حكام الإمارات والشيوخ ورفاق الدرب الذين جعلوا من هذه المركب المتوحدة مركب غنى وثراء ونهضة وطموح، بالناس والعمل والاجتهاد، قبل النفط والمادة وبعدهما.

ولعل من أهم الدروس التي تعلمناها في هذه المدرسة المباركة درس الشكر والامتنان وأول أبواب الشكر والامتنان التوجه بالحمد لله سبحانه وتعالى، عبادة أولاً، وثناءً عليه سبحانه ثانياً، وامتناناً لنعمه جل في عطاياه ثالثاً، وهي عبادة تغيب عن بال الكثيرين منا اليوم الذين يتباهون بإنجازاتهم الفردية كأنهم صانعو كل شيء فيها، بينما هي نعمة من نعم الله عليهم، وليتهم يتفكروا فيقارنوا بين نعمة الثراء المادي مهما زاد وكثر ونعمة الإبصار مثلاً، وإن ضعف!

ما تعلمناه في مدرسة زايد الخير، رحمه الله، استذكار فضل الله ونعمته أولاً وأخيراً، وما نحن مطالبون به اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يكون الحمد والشكر على النعمة جزءاً من ثقافتنا التي نربي أنفسنا وأجيالنا عليها، والشكر أبواب كثيرة منها التعبد لله في العطاء والعمل ومنها أبواب الصدقة والهبة الواسعة، ونحن والحمد لله في دولة تعد من أكثر الدول المانحة على مستوى العالم وهذا لم يأت من فراغ بل كان جزءاً من ثقافة الحمد والشكر التي ربانا عليها أبونا زايد، وفي الحديث الشريف: «تصدقوا فإن الصدقة تقي مصارع السوء وتدفع ميتة السوء» (رواه أحمد).

ما أقوله هنا للأجيال الشابة التي ربما تنسى في خضم الفرح بالإنجاز الشخصي والفردي هو أن الحمد والشكر جزء أساس من أبواب حفظ النعمة، وهما عبادتان تقرباننا من الله سبحانه، ويا سعده من حافظ عليهما تطوعاً وتنفلا سواء تحدثنا عن الإنجاز الوطني أو الإنجاز الفردي.

هل جربت أن تؤدي ركعتين لله شكراً وحمداً مرفوقتين بصدقة خفية بعد كل صفقة تجارية ناجحة تحرزها أو مشروع تنفيذي تنهيه بنجاح؟ جربها ولن تندم! حتى في علوم الإدارة الحديثة، فإن ثقافة الامتنان جزء أساسي من أسباب النجاح، وهذا للبشر فكيف برب البشر!

وبعد، فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة الإمارات، والحمد لله على نعمة زايد، والحمد لله على نعمة الأمن والأمان، والحمد لله على كل نعمة منّ سبحانه وتعالى علينا بها سواء أحصيناها أم لم نستطع. وصدق الله العظيم وهو يقول في محكم التنزيل: «وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ، وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا، إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ» (سورة إبراهيم - الآية 34).

الحمد لله رب العالمين على كل نعمه ومنحه وعطاياه سبحانه وتعالى، ثم الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ، وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» (إبراهيم - الآية 7).

Email