الأمن الإنساني الخليجي- العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

«فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، صدق الله العظيم.

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).

عقدت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان اجتماع جمعيتها العمومية الأول في مملكة البحرين، برئاسة الدكتور أحمد الهاملي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة العديد من الجمعيات الحقوقية العربية والخليجية وهو إنجاز يدل على الدور الإنساني، الذي تقوده دولة الإمارات وبمشاركة إخوانها من الدول العربية في محاولة تخفيف حالة عدم الاستقرار التي يمر بها بعض دول العالم العربي، وقد تطرق المحاضرون، والتي أسعدني أن أكون واحداً منهم، إلى توضيح مفهوم الأمن الإنساني ومحاولة إيجاد الحلول المنطقية، لتخفيف الاهتزازات الأمنية في بعض الدول العربية.

وقد جاء ذكر الأمن في مواضع عدة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، للدلالة على السلامة والاطمئنان النفسي، وانتهاء الخوف في حياة الناس، ولقد جعل دين الإسلام الأمن من أعظم النعم على الإنسان، بل امتدّ إلى غير المسلمين، ممن يعيشون في البلاد الإسلامية، حيث حرم قتلهم والاعتداء على أرزاقهم وأعراضهم،

تعريف الأمن: الأمن هو إحساس الفرد والأفراد والجماعات، التي يتشكل منها المجتمع بشعور الطمأنينة والأمان، ما يحفــزهم على العمل ويوفر لهم مناخ الاستقرار اللازم لاستمرار التنمية والإنتاج والتقدم، وتستهدف نشر الأمان والطمأنينة في أوطانهم ووجودهم في حالة بعيده عن التهديد أو الخطر.

عناصر الأمن: الأمن الاقتصادي- السياسي- البيئي- الغذائي- الدفاعي- الصحي- المعلوماتي- والأمن الإنساني. وكل عناصر الأمن تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الأفراد والمجتمعات، ما يربك حالة الاستقرار والطمأنينة في حال اهتزاز أحد عناصر الأمن ومجالاته.

الأمن الإنساني: هو وجود الأفراد والمجتمعات في حالة من الطمأنينة والاستقرار لممارسة حقوقهم وواجباتهم داخل وخارج الإقليم. العوامل المؤثرة السلبية على الأمن الإنساني: انهيار الدولة- الحروب والنزاعات الإقليمية- الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية- الإرهاب- التلوث النووي والبيئي- الانهيارات الاقتصادية.

الأمن الإنساني في الشرق الأوسط: تشهد منظومة الأمن الإنساني انهيارًا واضحًا من خلال الحروب الأهلية في عالمنا العربي، ونشهد أيضًا الجهود الخليجية، لتخفيف هموم الإنسان العربي والذي أصبح ما بين لاجئ ونازح. سوريا: لقد تراجع الأمن الإنساني في سوريا، فهناك ملايين اللاجئين والمشردين والنازحين، وسوف يعاني المشهد السوري من انعدام الأمن لمدة طويلة. العراق: انعدام الأمن بشكل عام في العراق ظهر تأثيره واضحًا على الإنسان العراقي بشكل واضح وعلى حياته اليومية. لبنان: لقد كان لتصرفات حزب الله اللبناني الطائفية دورًا سلبيًا في اهتزاز الأمن للإنسان اللبناني.

اليمن: وإذا اتجهنا إلى اليمن فنشاهد بداية انهيار لمنظومة الأمن الإنساني، بسبب الأعمال العدائية وغير المسؤولة التي تمارسها العصابات الحوثية والانقلابية على الفرد اليمني. المواطن الفلسطيني تحت الاحتلال وانتهاكات أمنه الإنساني: ما زالت قضية الإنسان الفلسطيني سواء داخل الاحتلال الصهيوني أو في أماكن ومخيمات اللجوء والشتات الفلسطيني مأساة عالمية إنسانية، وفي كل الصراعات والحروب في منطقتنا العربية ينال الإنسان الفلسطيني نصيبه من المعاناة والتهديد لأمنه الإنساني.

منظور الأمم المتحدة: ما أشار إليه التقرير الخاص ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية، والذي اشترط لتحقيق الأمن الإنساني (طفل لا يموت، مرض لا ينتشر، عمل لا ينزع، جماعات أثنية لا تتعرض للعنف، ومعارض سياسي لا يقتل بصمت)، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تدخل من المؤسسات الرسمية الوطنية والأجنبية لتحقيق هذه الأهداف السامية.

كل هذه الجرائم في دولة الكيان الصهيوني ضد الطفل- المرأة- الأسرة- المجتمع الفلسطيني.

الأمن الإنساني الخليجي: تحاول الجارة إيران التأثير على الأمن الإنساني الخليجي عبر شبكات التجسس وعمليات التحريض المستمرة، وقد باءت كل محاولاتها بالفشل نظرًا للوعي الكامل للمجتمعات الخليجية وتماسك الشعوب مع قياداتها.

الإجراءات الرادعة لتهديدات الأمن الإنساني الخليجي:

المستوى السياسي: التنسيق مع المنظمات الدولية وغير الحكومية للتعاون وتشكيل رأي سياسي إنساني للتجاوزات ضد الأمن الإنساني للأفراد والمجتمعات.

المستوى القانوني: رفع القضايا القانونية والجزائية على مستوى الدول والمنظمات والأفراد ضد منتهكي الأمن الإنساني وتشكيل المحاكم الخاصة بعيدًا عن الروتين والمماطلات الدولية والتكسب السياسي في مجلس الأمن.

المستوى البيئي: التركيز على الانتهاكات البيئية المؤثرة على الأمن الإنساني للأفراد والمجتمعات وخصوصًا المخلفات النووية في البيئات المشتركة والمجاورة إقليميًا وحدوديًا.

المستوى الأمني: أهمية التعاون الدولي وشبه الحكومي في محاصرة ومعاقبة مرتكبي جرائم الأمن الإنساني ولو كانت بشكل رمزي ومعنوي وتحديد أسماء المتسببين بحوادث الأمن الإنساني. المستوى المعلوماتي: يلعب الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا في إيصال صوت ضحايا عنف الأمن الإنساني وجعلها صرخة قوية ضد مجرمي ومتجاوزي الأمن الإنساني ولذلك لا بد من وجود مركز إعلامي إقليمي لتوثيق جرائم الأمن الإنساني.

الخلاصة، يحاول النظام الحاكم في إيران بالتأثير على المجتمعات الخليجية وأفرادها عبر نشر الفتنة الطائفية وإشعال النزاعات الداخلية والعرقية مستخدمًا عملائه ومؤيديه بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي أو عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات وتدريبهم في معسكرات ثورية خاصة بالحرس الثوري الإيراني وهذه العوامل تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الأمن الفردي والمجتمعات الخليجية، وبث حالة من الرعب وعدم الاستقرار في الوسط الخليجي لزعزعة الأمن الإنساني.

Email