أقول لكم

أولمبياد الزمن الجميل

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان لدورة الألعاب الأولمبية زمان طعم آخر، قبل التشفير وقبل الخبراء المحللين، وقبل الفضائيات التي لا تعد ولا تحصى.

كنا نعرف أسماء العدائين العرب الذين سيشاركون، ونعرف ما هي منتخبات كرة القدم والسلة واليد والطائرة المتأهلة، ونعرف نجوم أميركا في سباقات الجري، والرومانيات المتوقع لهن الفوز في الجمباز، والعداءة الجزائرية، وبطلة القفز السورية، ولاعب المبارزة المصري، وحامل الأثقال التركي، ونعرف أيضاً اسم المعلق المتألق والمتخصص في الألعاب الفردية، الذي كان ممتعاً بمعلوماته.

كان الاتحاد العربي للإذاعة والتلفزيون يتولى كل ما يتعلق بالنقل والتعليق والتنسيق، وينوب عن محطات التلفزيون العربية في عقد الاتفاقات مع المنظمين، ومنذ أن انتهى دور ذلك الاتحاد، ومع ظهور الجشع لدى اللجنة الأولمبية الدولية ومعها الدولة المستضيفة، ثم الشركة المالكة لحقوق البث، ومن بعدهم الشبكة الحاصلة على حقوق البث في المنطقة، بعد كل ذلك أصبح الأولمبياد دون طعم، وأصبحت متابعته بعد الاشتراك مع المشفرين مأساة، والاستماع إلى المحللين شيئاً آخر يفوق المأساة، لهذا غابت المتعة عن الأولمبياد، ما ذكرنا بزمن جميل انقضى.

قد نكون نحن السبب، البشر كافة، بعد أن اختلطت أمورنا وغابت روح الألفة بيننا، فمن ذاقوا طعم الدم والبارود والإرهاب لن يتقبلوا طعم التمتع بمشاهدة حدث رياضي، هكذا يقال، ونحن نقول إنه احتمال، لم لا والعالم كله متحفز لضربة جديدة غادرة في مكان غير معلوم!!

Email