أقول لكم

الردح» الأميركي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما بين ترامب وهيلاري فجوة كالأخدود، يبدو أن العالم يقاد إليها، دون أن يتمكن من تغيير النتيجة، فالخيار بيد الشعب الأميركي، هو الفيصل والحكم، وهو المعبر عن رغباته.

انتهى السباق الحزبي، وبدأ السباق الوطني، هكذا يسمون مراحلهم الانتخابية، عام ونصف العام والجمهوريون يتصارعون على الترشح للرئاسة، وكذلك الديمقراطيون، 18 شهراً وهم يتقاذفون بالكلمات حيناً، وبالتقطيع وكسر الهمم حيناً آخر، وبعدها يخرج واحد من هنا وواحد من هناك، وكل واحد منهما يفتح سوقاً للخطابة على مدى ثلاثة أيام، يري فيها العجب، ويسمع خلالها المتوقع وغير المتوقع، كوميديا ودراما وتراجيديا، و«الأكشن» حاضر للإثارة والإمتاع، و«هوليوود» أيضاً حاضرة، بمؤثراتها وشخوصها، وأهل الطرب والغناء، وأمهات وآباء من قتلوا في الحروب الخارجية، وأصحاب المال، والسابقون من رجال السياسة، واللاحقون من جيل التواصل الاجتماعي.

قاطعت الأفلام والأخبار خلال المؤتمرين، وقضيت الليل حتى طلوع الشمس بفضل فرق التوقيت، وتمتعت، فهذا هو عالم اليوم، خاصة عندما أتذكر مناقشات زمان، عندما كانت للخصومة آداب وأخلاقيات يلتزم بها وإن كانت غير مكتوبة، أتذكر جيداً أيام حملات نيكسون وفورد وكارتر وريجان وبوش الأب ثم الابن وماكين وكيري وبيل كلينتون، وحتى أوباما، وأقارنه بما يحدث الآن، سواء في قاعة «كليفلاند» .

حيث ترامب وأتباعه، أم في قاعة «فيلادلفيا» مع هيلاري ومريديها، الأمر يختلف، اللغة أصبحت ركيكة، وكم الشتائم يزداد، والعيوب لها سوق ولكن ليس لها سعر، تباع مجاناً، والحماس مفرط، إنهم يتشبهون بجماعة «تويتر» و«فيسبوك»، كل ما يخطر على البال يقال، حتى الرئيس أوباما، خاض مع الخائضين، متناسياً أنه مازال رئيساً، والإعلام يبرر له، فالخصم هو الذي بدأ وعليه أن يتحمل، يسقونه من نفس الكأس، ويمزقونه إلى قطعاً صغيرة لا تساوي شيئاً.

الأشهر الأربعة المتبقية على يوم الحسم ستشهد فاصلاً مشوقاً من «الردح» الأميركاني الأصيل، وخلاله سنرى ما لم نره من قبل، وستستخدم فيه أسلحة غير مألوفة، والعالم يتفرج.

 

Email