سفارة الإمارات في لندن .. السفارة الأم والسفير الجديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكد دولة الإمارات العربية المتحدة تستكمل إجراءات التأسيس بعد الإعلان عن قيام الدولة في ديسمبر 1971 حتى كان التفكير والعزم في توزيع سفارات الدولة على العواصم العالمية الكبرى والدول المهمة، على رأس برنامج إنشاء المؤسسات، وكانت سفارة الدولة في العاصمة البريطانية في رأس الأولويات التي أعدت لها وزارة الخارجية في أبوظبي، وجاء افتتاح مبنى السفارة عام 1971، في موقع مهم مطل على حديقة هايد بارك الشهيرة ومجاورة للجمعية الجغرافية الملكية التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، جاء هذا الافتتاح ليكون الأهم في استكمال السيادة لهذه الدولة الوليدة، دولة الإمارات، ورفع علمها خفاقاً فوق سارية عالية، وفي بلد مثل بريطانيا كانت الأمور السيادية الخارجية للإمارات ترتكز في يديها منذ العام 1820، ولمدة قرُبت من قرن ونصف القرن من الزمن، 1820-1971.

ولا شك أن بريطانيا كما تحدثنا عنها في مناسبات أخرى سابقة، بلد عظيم الشأن ولم يفقد هذا البلد أهميته التي كان عليها في الزمن الذي جاء عسكره إلى مياه الخليج وموانيها بشكل يجعله ينكمش وينطوي على نفسه ويفقد كثيراً من وزنه كدولة عظمى.

وفي رأيي، أن بريطانيا ظلت كبيرة ودولة عملاقة حتى اليوم تساهم مساهمة عظيمة في الحضارة الإنسانية وما فيها اليوم من علوم وتكنولوجيا وتقدم في الطب والهندسة والاقتصاد وفي غير ذلك من وسائل العيش الحديث.

ومن منطلق ما ذكرناه وعن أهمية بريطانيا أو المملكة المتحدة أصبحت سفارة الإمارات شأنها شأن السفارات ذات العلاقات المتينة مع المملكة المتحدة، لها أهمية خاصة، والسفارة في نفس الوقت لها مكانة خاصة، لأن هذه السفارة تتابع وتتحمل مسؤولية عشرات الألوف من المواطنين الإماراتيين الذين يزورون بريطانيا طوال العام لاسيما في أشهر الصيف التي يتضاعف فيها الزائرون والمصطافون الإماراتيون الذين قد يصل عددهم هذا العام إلى أكثر من مئة ألف زائر ومصطاف ومستشف.

ومن هنا فإننا ندرك الأهمية التي تأخذها وزارة الخارجية في الدولة بعين الاعتبار عند تعيين ممثليها في سفارة لندن، ومن هنا أيضاً جاء الاختيار الأخير أكثر دقة وصواباً هذه المرة بتعيين دبلوماسي وشخصية اجتماعية مرموقة، هي شخصية سليمان حامد المزروعي الذي تدرج لفترة طويلة في مناصب اقتصادية قيادية في البنوك وغيرها بعد تخرجه من الجامعة في الولايات المتحدة الأميركية.

والذي أهّل بو حامد سليمان المزروعي لتوّلي منصب السفير فوق العادة في المملكة المتحدة، هو نشاطه ونجاحه المنقطع النظير في جعل دول الاتحاد الأوروبي تلغي سمات الدخول للإماراتيين القادمين إليها بعد فترة طويلة من مفاوضات كانت لجهود السفير بو حامد سليمان المزروعي الفضل الكبير في تذليل كل العقبات، ناهيك عن جهده في جعل سفارة بروكسل في العاصمة البلجيكية ذات تنظيم إداري عالي المستوى وتوفير الخدمات والتسهيلات الكثيرة لمواطني الإمارات أثناء وجوده على رأس البعثة الدبلوماسية هناك..

والحقيقة أن مسؤولية أداء الخدمات والرعاية للمواطنين في سفارة لندن وملحقياتها الصحية والتعليمية غير مرتبة حالياً ويسودها عدم التنسيق والتنظيم وتكاد هاتان الملحقيتان الصحية والتعليمية تنفردان بإدارتهما مما يولّد شيئاً من بعثرة الجهود وعدم الترتيب وخاصة المرفق الصحي الذي أصبح الترهل الإداري بادياً على خدماته..

وللحيلولة دون تراخي الأمور وازدياد حالات الترهل في إدارة هذا المرفق فإنه من الضروري إلحاقه بالكامل بالسفارة وجعل السفير مشرفاً وموجهاً، خاصة والسفير الجديد بو حامد سليمان المزروعي يتمتع بالمؤهلات والكفاءة التي تجعل من السفارة وملحقاتها مركزاً يقتدى به في أداء الخدمة المثلى للمواطن الإماراتي في الخارج..

Email