دروس من بيرل هاربر بعد 75 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصادف العام الجاري الذكرى الخامسة والسبعين التي تمر على هجوم اليابان المفاجئ على مرفأ «بيرل هاربور» في السابع من ديسمبر عام 1941، والذي قتل أكثر من 2400 أميركي.

وقد زار الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيراً، هيروشيما، ولكن من الغريب أنه لم يعلن حتى الآن عن خطط لزيارة مرفأ بيرل هاربور في ذكرى الهجوم.

وفي الأول من ديسمبر عام 1941 وصلت ألمانيا النازية شريكة اليابان في المحور إلى ضواحي موسكو. واعتقدت اليابان أن الجيش الألماني سيخرج الاتحاد السوفييتي من الحرب سريعاً.

وراهنت اليابان أيضاً على توقيع معاهدة عدم اعتداء مع الاتحاد السوفييتي. وافترض قادة اليابان أنه حتى لو صمدت روسيا الشيوعية فإن اليابان بمقدورها أن تتجنب حرباً برية باهظة الكلفة على جناحها الخلفي. فالولايات المتحدة وليست اليابان يحتمل أن تخوض حرباً على جبهتين.

وقدرت اليابان أن جميع موارد أوروبا في المستعمرات الآسيوية أصبحت لقمة سائغة. وبشن حرب في المحيط الهادي وضرب الولايات المتحدة، فإن اليابان يمكن أن تضع يدها على المصادر الضرورية لتغذية آلتها الحربية. كان شن حرب في المحيط الهادي يعني بالنسبة لليابانيين أنه سيسهل عليهم الوصول إلى إمدادات كبيرة من النفط والمطاط والأرز والمعادن.

وبينما بنت الولايات المتحدة أسطولها وشرعت في إعادة التسلح في عام 1941. فإن مؤسستها العسكرية كانت لاتزال غير مجهزة لخوض حرب عالمية على جبهتين. وخمنت اليابان أن ألمانيا وإيطاليا ستقيدان أميركا في أوروبا، بينما تقضي اليابان بشكل منهجي على أي سفن أميركية قدر لها الهرب من حطام بيرل هاربور.

وفي فئات رئيسية مثل الطيران الحربي والتوريدات، والمدفعية الليلية والمدمرات كان اليابانيون أقوى من المؤسسة العسكرية الأميركية في عام 1941.

وأخيراً، زار عدد من الدبلوماسيين والضباط اليابانيين الولايات المتحدة أو درسوا فيها في سنوات الازدهار السابقة للركود وكان من بينهم هؤلاء ما قبل الكساد، وزير الخارجية يوسوكي ماتسوكا والأدميرال إيسوروكو ياماموتو وتامون ياماغوتشي، والجنرال تاداميتشي كوريبشي. وبينما تأثروا جميعاً بالقدرة الصناعية الأميركية، إلا أنهم شعروا بالازدراء حيال الثقافة الشعبية الأميركية، حيث وجدوها عابثة وتستمد إلهامها من تأثيرات العشرينيات الصاخبة.

وافترض الكثير من الاستراتيجيين اليابانيين أن الولايات المتحدة لن تتمنى مجدداً أبداً خوض غمار حرب عالمية وستفضل التفاوض بدلاً من القتال حتى النهاية. وقد برهنت مثل هذه الافتراضات خطأها.

وعقب الهجوم على بيرل هاربور دخلت الولايات المتحدة في مرحلة حماس لإعادة التسليح لم يشهد لها التاريخ مثيلاً. وصنعت أميركا عدداً أكبر من الطائرات والسفن البحرية مقارنة مع ما تم إنتاجه في قوى الحرب العالمية الثانية مجتمعة. ونمت قدرات الولايات المتحدة العسكرية إلى 12 مليون جندي.

وأثبتت القيادة العسكرية الأميركية في المحيط الهادي وعلى رأسها الأدميرال وليام هالسي الابن، وتشيستر نيميتز، وريمون سبرونس، جنباً إلى جنب مع الجنرال كورتيس ليماي ودوغلاس ماك آرثر، أنها أكثر مهارة من نظيرتها اليابانية. والجنود والطيارون والبحارة برهنوا عقب تجربة دموية في أوائل عام 1942 على أنهم يماثلون في الشراسة قدامى المقاتلين اليابانيين.

الطريق إلى هيروشيما والخسارة الهائلة في الأرواح في المحيط الهادي، مهدت لها الطريق من العدوان الياباني غير المبرر على بيرل هاربور. ويجب على الأميركيين ورئيسهم أن يتذكروا دروس الهجمة المباغتة التي حدثت قبل 75 عاماً مضت.

 

Email