أقول لكم

الإرهاب لا يصنف ولا يبرر

ت + ت - الحجم الطبيعي

للإرهاب لون واحد، لونه الموت، والدم والأشلاء والصراخ، لونه القتل، والخوف والرعب وعدم الأمان.

الإرهاب فعل إجرامي محدد المعالم، أين ما تراه تعرفه، لا يحتاج إلى تصنيف وقوائم ولوائح تفسيرية.

كل من حمل مسدساً أو قنبلة، رشاشاً أو حزاماً ناسفاً، قاذفة صواريخ أو سيارة مفخخة، هو إرهابي.

وكل من قتل بريئاً في مدرسة أو بيت أو جامعة أو مجمع تجاري أو مطار أو سوق خضراوات، هو إرهابي.

وكل من ساند جماعة مسلحة متمردة، وزودها بالسلاح، ودرب أعضاءها، ودافع عن أفعالها، هو إرهابي.

وكل من حرض على الطائفية وميز الناس حسب الهوية المذهبية، واستباح البيوت ودور العبادة، هو إرهابي.

تتعدد أشكال الإرهاب ووسائله وأهدافه، ولكن لونه واحد، ونتيجته واحدة، إنه عدوان يستهدف البشرية، والبشر هم البشر، بيض وصفر وسمر، طوال أو قصار القامة، بأية لغة يتحدثون، وبأي معتقد يعتقدون، وأي لباس يلبسون، وبأي أسلوب يتعبدون، «كلهم واحد»، كلهم بشر، روح وجسد ودم، وحق في الحياة، والحياة مصانة، الشرائع السماوية تقول ذلك، والشرائع الموضوعة تؤيد ذلك، ووضعت الموازين لذلك، للحفاظ على الإنسان الكائن العاقل الذي ميزه ومكنه خالق الكون.

ما نراه، ما نعايشه في كل لحظة، مع كل خبر يأتي من الشرق أو من الغرب، مع كل فعل يستهدف الآمنين المطمئنين، أولئك الأبرياء الذين يموتون دون ذنب أو سبب، ويتحولون إلى أرقام في شارع أو محطة سفر أو مركز حماية أو مكان علم، كل ذلك يجعلنا نتساءل عن الذين جعلوا للإرهاب ألواناً وأسماء وغايات وأهدافاً، وربطوه بمصالحهم وأطماعهم.

إنهم يبررون الإرهاب!!

Email