قطّاع الطرق لن يحكموا العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

جنون الوصول إلى السلطة مرض فتاك، مسيطر على عقول التنظيمات الإرهابية والمليشيات الإجرامية، فالإرهابيون وأهل الأطماع، يسعون بكل وسيلة لتحقيق أحلامهم السلطوية، ولو على تلال من الجماجم، وأنهار من الدماء، فالمهم عندهم السلطة والسيطرة وممارسة الديكتاتورية.

ومن وسائلهم لتحقيق أطماعهم، تسييس المواقف والحوادث والآراء والمعتقدات، فقد تاجروا بالدين وسيسوه للوصول إلى السلطة، واستخدموا نصوصاً دينية بأفهام سقيمة، وأساؤوا إلى الإسلام والمسلمين إساءة بالغة، كما أنهم يقومون بتسييس المآسي الإنسانية والمتاجرة بها.

فإذا تحطمت طائرة، أو حدثت نكبة، قاموا بتسييسها لتحقيق أهدافهم، وتوظيفها على حسب أجنداتهم، والأمثلة على ذلك كثيرة، كانت من آخرها، متاجرة هذه الفئات بالطائرة المصرية المنكوبة، واستغلالها للطعن في الحكومة المصرية، فهم يتاجرون بالدماء والأرواح والمآسي، بعيداً عن أي معنى للإنسانية.

وكأن قلوبهم قُدت من حجارة، فلا يعرفون قيمة للمشاعر الإنسانية، ولا يعترفون بمبادئ العدل والإنصاف، ولا يسمعون صوتاً غير صوت مصالحهم وغاياتهم، ولذلك، فهم مستعدون لنسف أي مصلحة أو منفعة أو مشاعر متعلقة بالناس، في سبيل تحقيق أحلامهم السوداء.

مثال حي لكيفية استغفال العقول واستغلال الشعوب عبر الحيل والخداع، كانت إحدى رحلات المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس، شاهدة على ذلك، فقد كان لديه إلمام كبير بعلم الفلك، وكان من رواده، وفي زيارة له إلى إحدى الجزر الأميركية، نقص ما عنده من الغذاء، وانتشرت الإضرابات بين البحارة، فخشي الرحالة الإيطالي كولومبس من ذلك، فطلب من أهالي الجزيرة مساعدات غذائية، فرفض أهالي الجزيرة إعطاء كولومبس المساعدات الغذائية.

ولكنه بدهائه قال لهم: إنه سوف يحجب القمر عن الجزيرة إذا لم يجلبوا له المواد الغذائية، فلم يصدقوه، وكان هو يعلم بأن القمر في ذلك اليوم سوف يختفي عن الجزيرة بعامل الخسوف، ولم يرحل الليل إلا وقد رحل معه القمر، فأسرع أهالي الجزيرة لإحضار المساعدات الغذائية إلى سفينته، وهم في رعب وذعر منه، وبعد ساعات قليلة، رجع القمر مضيئاً في سماء الجزيرة.

فتمكن من السيطرة على عقولهم بهذه الحيلة التي جهلها أهل الجزيرة، وبالحيل والخداع، يسيطر تجار الدين والمنظمات الإرهابية على عقول الأتباع والمخدوعين، فبضاعتهم أكاذيب ومتاجرة ببعض الشعارات الدينية، مثل الجهاد والاستشهاد وغيره، وهم يحرفون هذه الكلمات لتناسب أفكارهم، ويستغلون جهل بعض العقول بالمفاهيم الدينية الصحيحة.

المتاجرون بالدين والمنظمات الإرهابية وقوى الشر، لهم تعاون كبير في ما بينهم لإشعال الحروب وتأجيجها في منطقة الشرق الأوسط، فالمتاجر بالدين، عمله نشر الفتن والتحريض على الجهاد الباطل، البعيد عن تعاليم الإسلام ومبادئ الإنسانية، والمنظمات الإرهابية تستقبل الشباب وتوزعهم في أوكار الظلم، ليقتلوا الأنفس البريئة.

وقوى الشر تجني الأموال من بيع السلاح والأعضاء البشرية والاتجار بالبشر والمخدرات. الشعوب العربية اليوم مدركة تماماً، أن المنظمات الإرهابية هي منظمات ممولة من جهات مشبوهة، هدفها السيطرة على مصالح الدول ونهب خيرات الشعوب.

لم يشهد تاريخ البشرية، أن قطاع الطرق من المنظمات الإرهابية حكموا العالم، لأنهم أصحاب عقول وأفكار شاذة، لا يتقبلها العقلاء، وهم لا يعرفون لغة سوى لغة الهدم والتدمير، ولذلك، فإنهم مهما حاولوا، ففي النهاية لا يستطيعون السيطرة على الدول، لأن الدول بمؤسساتها وشعوبها، ترفض أفكارهم السوداء، وتنهض لتلحق الذل والهزيمة بقطاع الطرق، فيبقون منهزمين منبوذين.

من مسؤوليتنا أن نكون على وعي تام، متشبثين بمكتسباتنا العظيمة في دولة الإمارات، مفتخرين بدور دولتنا الرائد في إحلال السلام ودحر قوى الشر في المنطقة، وأن نكون مع قيادتنا الحكيمة متلاحمين على الدوام، لرقي ونهضة دولتنا المزدهرة، وإحلال السلام والتسامح بين البشرية.

Email