موجة تغيير الطلاب للأسماء في أميركا

ت + ت - الحجم الطبيعي

انغمس طلاب الجامعات على امتداد أميركا، في جامعات أمهرست وجورج تاون وهارفرد وبرينستون وييل وكاليفورنيا في بيركلي وعشرات الجامعات الأخرى، في صرعة جديدة.

وهذه المرة، فإن أحدث صرعة طلابية هي محاولة محمومة لإعادة تسمية مباني وشوارع الحرم الجامعي. ويبدو أن بعض هذه الأسماء التي تستحضر من الماضي لا تناسب اختبارات الطلاب الراهنة بشأن العرق والطبقة والنوع.

طلاب جامعة ستانفورد يطالبون بأسماء جديدة للمباني ومراكز التسوق والشوارع التي تحمل اسم جونبيرو سيرا، وهو الكاهن الفرنسيسكاني الذي أسس في القرن الثامن عشر قبل نحو 350 عاماً سلسلة كاليفورنيا الشهيرة المؤلفة من إحدى وعشرين بعثة تبشيرية ساحلية. وغالباً ما كان جونبيرو سيرا قاسياً مع الهنود الحمر، وبمعاييرنا فإنه عنصري في رؤيته للعالم. وتخفي جامعة هارفرد الختم الخاص بكلية الحقوق فيها، لأنه يستند إلى شعار عائلة إسحق رويال. وكان الأخير قد تبرع بتركته لإنشاء أول كرسي أستاذية للحقوق في جامعة هارفارد، ولكنه وعائلته كانوا يتملكون عبيداً، ومن الواضح أن ذلك ألغى قيمة العمل الخيري الخاص به.

وبالنسبة للطلاب فإن الإجراءات غير الصحيحة من الناحية السياسية في الأزمنة غير الصحيحة سياسياً تعني أن الشخصيات التاريخية الكريمة يجب أن يحكم عليها بأنها سيئة من جميع الجوانب، وذلك على الأقل من خلال معايير القرن الحادي والعشرين. ولكن لماذا هذا الهيجان على الصعيد الوطني لإعادة التسمية، وكيف يختلف ذلك عن أي صرعة أخرى داخل الجامعات؟

ويطالب قلة من الطلاب على سبيل المثال بأن تتخلص جامعة الولاية في سان دييغو من اسم «الأزتيك». فقد ضحى الأزتيك الإمبراطوريون بعشرات الألوف من ضحايا القبائل التي هزموها. وغالباً ما انتزعوا قلوب ضحاياهم وهم أحياء، واستعبدوا من هم أكثر منهم.

هل يجب على الطلاب في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن يطالبوا بإعادة تسمية مركز طلاب «سيزر إي شافيز». استناداً إلى مبدأ الحرم الجامعي المعاصر القائل بأن عدم كون المرء قديساً في الماضي يعني أن يصبح خاطئاً في الحاضر؟ تشافيز الناشط الشهير في مجال قوة العمل الزراعي بعث بمساعديه إلى الحدود الجنوبية كي يستخدموا العنف لمنع المهاجرين المكسيكيين من دخول الولايات المتحدة. واستقطب فرديناند ماركوس، الدكتاتور الفلبيني لدعم نقابته. هل منطق البلطجة داخل الحرم الجامعي الذي لم يقصد بعض الأشخاص من خلاله فعل أمور سيئة، يتطلب تصحيحاً سياسياً في حال كانوا ليبراليين على الأقل؟ وهناك أوجه نفاق أخرى في صرعة إعادة التسمية في الحرم الجامعي، ولماذا يجب على طلاب جامعة ستانفورد التوقف عند استبعاد اسم الأب سيرا؟

واستغل مؤسس الجامعة فاعل الخير ليلاند ستانفورد الذي كان حاكماً لولاية كاليفورنيا، العمال الصينيين للمساعدة على بناء السكة الحديدية العابرة للقارات.

وأطلق عليهم اسم «المنحدرون». واستثمر طلاب اليوم عشرات الألوف من الدولارات في تعليمهم في جامعة ستانفورد. وحتى الآن، لم يظهروا أي رغبة في فقدان هذه الجاذبية، أو ربما يعيدون ختم درجاتهم العلمية من جامعة ستانفورد بشيء أكثر صحة من الناحية السياسية، ولكن أقل قابلية للتسويق مثل كلية أوهلون التي قد تكرم الشعوب الأصلية الموجودة ما قبل الاستعمار في وادي السيليكون والمناطق المحيطة به.

وفي ثلاثينيات القرن العشرين عانى معظم الطلاب أشباه المتعلمين. وفي الخمسينيات كانت صرعة الحرم الجامعي السخيفة هي التزاحم في أكشاك الهاتف، وفي الستينيات جن جنون الطلاب وأشعلوا النار في المباني. والآن يعيدون تسمية الأشياء.

Email