إخفاقات أوباما وراء صعود ترامب

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك ثلاث حقائق تدعم دونالد ترامب. أولاً، الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتبر الدكتور فرانكشتاين الوحش المفترض لترامب.

وإذا كان رئيس كاريزماتي تلقى تعليم النخبة وشكل ظاهرة، والذي وصل إلى سدة الرئاسة بنية حسنة غير مسبوقة، وحظي بتأييد مجلسي الكونغرس، أفلح في تدمير الحزب الديمقراطي، بينما نفر منه 52 في المئة من سكان البلاد، فإن الكثير من الناخبين يشعرون بأن مليارديراً وصانع صفقات من نيويورك لن يكون بمقدوره أن يصبح أسوأ من ذلك.

وإذا كان أوباما قد حكم من الوسط، وتعامل مع الديون، وعالج مسألة الإرهاب المتطرف، وقلل من العبارات الصحيحة الملطفة سياسياً، ودفع الضرائب وإصلاحات الاستحقاقات بدلاً من الرعاية الصحية، فإن ترامب قد تكون له قوة محدودة.

وقد تعيد هيلاري كلينتون المضجرة وجيب بوش الرصين انتخابات عام 1992 بين بيل كلينتون وجورج بوش، مع وجود ترامب كنسخة مخففة من روس بيرو الطرف الثالث الدخيل.

لكن أميركا في حال أسوأ مقارنة بما كانت عليه عام 1992. وأثبت أوباما أنه رئيس أكثر تسبباً في الشقاق والافتقار للكفاءة من جورج بوش. غالبية الأميركيين يمقتون أشياء قليلة أكثر من مقتهم للغة «غوبليديغوك» الحاسوبية ومتابعيها في الإعلام، ويدعي ترامب أنه نقيض لغة الكمبيوتر الرمزية هذه.

هل تباهي ترامب أكثر تطرفاً من نصوص أوباما الملقنة؟ وجهة نظر ترامب المثيرة للسخرية بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره شريكاً جيواستراتيجياً، ليست أكثر سخافة من إهانة أوباما لبوتين، فيما تلتهم روسيا دول الاتحاد السوفييتي السابقة وتفلت من العقاب.

أوباما أطلق بقسوة على جدته صفة «شخص أبيض تقليدي»، وكتب بفظاظة عن سكان المدن الصغيرة في بنسلفانيا باعتبارهم أشبه بالبدائيين. هل قلل أوباما مستويات ما هو مسموح به ليتيح المجال لاستخفافات ترامب؟ وبالتأكيد، روج أوباما لشعار «الأمل والتغيير» وهو شعار فارغ مثل شعار ترامب «أجعل أميركا عظيمة مجدداً».

ثانياً، المؤسسة الجمهورية دفعت ترامب إلى الحياة أيضاً. يبدو أن مؤيدي ترامب لا يؤمنون بأن غرفة التجارة و«وول ستريت» يقدمون الكثير من الجرعات المضادة للنزعة الأوبامية.

الجمهوريون الذين يلعبون بقوانين الماركيزة كوينزبري، لا يبدو أن لديهم القدرة للتعامل مع عشرة مليارات دولار أميركي كدين إضافي تجمع خلال إدارة أوباما والإنفاق على برامج الاستحقاقات والفوضى في الشرق الأوسط، وتمكن تنظيم «داعش» وإيران وروسيا والصين، وتدهور العلاقات العرقية وتصاعد الصواب السياسي.

ثالثاً، ترامب شخص عدمي، ولكنه عدمي بارع، على عكس أي شخص رأيناه خلال الحملات الأخيرة. وفي نحو يوم حطم ترامب نقاط الحديث الخاصة بخطة هيلاري كلينتون «الحرب على النساء» التي مكنت أوباما من الفوز بانتخابات عام 2012. وبالنظر إلى الاعتراف الحديث بالاعتداءات الصغيرة وانهيار بيل كوسبي الذي كان يحظى بتقدير على المستوى الوطني، فإن مدافعة عن القضايا النسائية مثل هيلاري كلينتون لا يمكنها الإفلات بتمكين زوجها بيل كلينتون، زير النساء المتهم بالتحرش الجنسي.

وأعلن ترامب، أخيراً: «إذا كانت هيلاري تعتقد أن بإمكانها إطلاق زوجها بالنظر بسجله الحافل بالاعتداء على المرأة، بينما تلعب بورقة المرأة ضدي، فهي مخطئة».

مقاتل الشوارع ترامب لديه قدرة خارقة على ملاحظة هذه التناقضات الظاهرة. جيب بوش شخص جيد ويتحلى بالفعل «بطاقة منخفضة»، وهكذا فإن وصف ترامب القاسي له يعلق به. وينقاد السياسيون بالفعل بطريقة وقحة إلى المانحين الكبار. من يعرف ذلك أفضل من ترامب؟ الذي يدعي أنه أنفق المال على الكثير منهم.

لا يلعب ترامب بمقتضى أي قواعد سياسية، لأنه دائماً يخترع قواعد خاصة به. وتاجر مثل هذا لم يعد ينزعج من رفع مذيع لحاجبه مقارنة بانزعاجه من جراء عبوس مصرفي.

كيف يمكن للمؤسسة إفشال شخص يشبه قطاراً خارج السيطرة، وليست لديه زلات ولا يخاف من «نيويورك تايمز»، ولا يعتذر عن الإفصاح عما تؤمن به معظم البلاد، ومن يبدو بأنه غير محتاج إلى مال الجمهوريين أو الموافقة الاقتصادية الصحيحة من الديمقراطيين؟

Email