خريطة الإرهاب في الشرق الأوسط

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقضي الإرهاب في كل دقيقة على إنسان في منطقة الشرق الأوسط، وتختلف أسبابه باختلاف التوازنات في المنطقة التي تخططها المنظمات والعصابات الإرهابية .

أكثر من خمسة عشرة عاماً والشرق الأوسط في حروب دامية غير أخلاقية كفيلة بأن تغير نمط الحياة البشرية فيها.

حربان جاريتان ومستمرتان وهي الحرب الأفغانية والحرب العراقية ومن الأقصى نرى النار مشتعلة بين الإسرائيليين المحتلين والفلسطينيين أصحاب الأرض.

بعد الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر ٢٠٠١ تغير محور الشرق الأوسط، فتحولت المنطقة إلى نيران مشتعلة يسودها الإرهاب المظلم المتطرف فتغيرت خريطة الشرق الأوسط الكبير إلى خريطة جديدة وتسمى اليوم بالشرق الأوسط الجديد.

العراق يعيش اليوم في وحل من الإرهاب المظلم ومن تفجيرات إلى قتل الجماعي، والمواطن العراقي لم يفارقه القلق وأصبح دائماً يتلفت حواليه خشية وقوع تفجيرات قد يخسر فيها نفسه أو عائلته، والتوتر الطائفي اليوم له دور كبير في توتر الأوضاع الأمنية في العراق، ومنذ أيام قليلة شهدنا انفجارات في بغداد راح ضحاياها مدنيون أبرياء، وانتشار الأسلحة بين السكان المحليين وحيازة العصابات على أسلحة ثقيلة متقدمة وولادة العصابات الإرهابية الخطيرة مما يشكلون خطراً محلياً وعالمياً.

ألم حضارة العراق واندثارها كافيان اليوم بأن يقف العالم حدادا ويشعر بالأسى على فقدان أهم الحضارات البشرية فيها.

أم الدنيا مصر ما بين السلام والإرهاب، ولا تزال المنظمات الإرهابية تحاول كسر شوكة الشعب المصري الصامد ولكن إعادة الإصلاح في مصر خير دليل بأنها صامدة ضد كل المعتدين، بينما يحارب اليوم الجيش المصري الإرهاب داخلياً في وجه العصابات الإرهابية التي تلعب دوراً كبيراً في زعزعة الاستقرار والأمن الداخلي ولا شك بأن الهدف الرئيسي هو إنهاك الحكومة المصرية.

اليمن السعيد يعيش أياما عصيبة مع الحوثي والمخلوع صالح وأمل الشعب اليمني اليوم كبير في القوات الشرعية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، واليوم نرى بأن لا اتفاقية سلام ولا هدنة يتفق عليها الحوثي والمخلوع صالح، والتمويل للعصابات في اليمن لا يتوقف من قبل المنظمات الدولية والصراع لا يتوقف، ولكن بحمد الله فإن التحالف العربي والقوات الشرعية سوف تدحر الحوثيين والمخلوع صالح مع أعوانهم وتحقق الحرية والنصر للشعب اليمني السعيد.

فلسطين جريحة منذ أكثر من نصف قرن واليوم أنهك هذا الاحتلال الشعب الفلسطيني فجرده من حياته، ولا يحلم الفلسطيني اليوم بقيام دولة، بل يحلم بالأمن والحفاظ على حياته من القتل والتهجير، ورفع العلم الفلسطيني داخل مبنى الأمم المتحدة في العام الماضي..

ولم يكن للإسرائيليين ردود فعل إيجابية تجاه حقوق الإنسان الفلسطيني والميثاق الدولي، بل تم تصعيد المضايقات للشعب الفلسطيني الأعزل من قتل وتدمير المنازل وإصرار الاحتلال على مواصلة الاستيطان، وأجيال ولدت خارج وطنها الأصلي فلسطين ولم تعرف الأرض إلا أنها تصرّ على التمسك بها.

السوريون الأبرياء لا يعيشون في دولتهم الآن إلا على حدودها كلاجئين في تركيا ولبنان والأردن أو مهجرين في دول أوروبا يبحثون عن الأمن ولقمة العيش، والطفل "ايلان" لم يوقظ الإرهابيين، بل ازدادوا وحشية وطغيانا، وهذه العصابات الإرهابية لم تزرع الإرهاب فقط بل نشرت في الأراضي السورية الفساد وعدم الأمن والاستقرار، أجيال ولدت في المخيمات لم تذق طعم الراحة والأمومة.

 

Email