أوباما ورسائل السلام للعالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ الــ 20 يناير 2009، ومنذ تولي باراك أوباما الرئاسة، والولايات المتحدة الأميركية ترسل رسائل السلام حول العالم، لتغير النمط السائد حول السياسة الخارجية لها.

السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية اتجهت في الآونة الأخيرة إلى نشر ثقافة السلام، وتحالف مع دول الشرق الأوسط وإيجاد الحلول السلمية المستدامة بين الدول، وعدم الدخول في حروب مباشرة مثل حرب العراق وأفغانستان.

وفي خطاب حالة الاتحاد السنوي، الذي يلقيه الرئيس الأميركي أمام الكونغرس الأميركي، وفي آخر خطبة للرئيس باراك أوباما دعا مواطنيه إلى عدم الخوف من الأوضاع الاقتصادية والتهديدات الإرهابية وأكد وبصوت عال «أن الولايات المتحدة هي الأقوى في العالم»، وأن المتشددين لا يشكلون خطراً وجودياً على البلد.

وفي آخر ميزانية لعام 2016، التي بلغت حجمها 578 مليار دولار حدد منها 64 مليار دولار للحروب في الخارج، ومن بينها إبقاء القوات الأميركية في أفغانستان وتدريب القوات، التي تعتبرها الولايات المتحدة «المعارضة السورية المعتدلة» في سوريا، وأيضاً يضمن منافع كثيرة للعسكرين وعائلاتهم، وكذلك خصص من الميزانية لمحاربة ما يسمى تنظيم «داعش».

إن القضاء على التطرف والتصدي له يتطلب تحركاً جاداً لإيجاد حل جذري وتوحد الجهود لدحر الوعود الكاذبة للتطرف ونبذ الفكرة القائلة، إن المجموعات الإرهابية تمثل الإسلام، هذا ما جاء على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر «البحث عن سبل التصدي لظاهرة التطرف» الذي عقد في العاصمة الأميركية.

وتعهد الرئيس باراك أوباما بأن تسخر الولايات المتحدة كل إمكاناتها وقدراتها للقضاء على الارهاب، مؤكداً ذلك منذ انتخابه للرئاسة أنه يناهض الحروب، ويتمنى إنهاء الحرب الأميركية على العراق وأفغانستان.

ادعاء السعي إلى تحقيق السلام في العالم كلف الشعب الأميركي الكثير من المال والنفس، وإذا عدنا لعام 2003 وبالتحديد الحرب على العراق، كان المبرر الوحيد لدخول العراق هو امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل (النووي)، ولكن فريق مفتشي الأسلحة في العراق لم يعثر على أسلحة نووية أو كيميائية أو بيولوجية، وبسبب هذه الاحتمالات مات أكثر عن 250 ألف جندي من الأطراف المشاركة في الحرب وتهجر الشعب العراقي إلى الدول المجاورة والبعيدة..

واستشهد ما يقارب 150 ألفاً، ومع تزايد يومي من المدنيين الأبرياء أغلبهم من الأطفال والنساء جراء القصف العشوائي والتفجيرات اليومية في العراق، وانتشر الرعب والقلق وعدم الأمان بين المواطنين العراقيين، ولا شك اليوم في أن العراق يشهد ولادة العصابات الأخطر في العالم مثل «داعش» وغيرها، ورغم ذلك صرح الرئيس الأميركي بأن قواته لن تنجر إلى حرب برية في العراق، واكتفوا بالقصف الجوي وتمويل ما يسمونهم الجهات المحاربة ضد «داعش».

أكثر من 15 سنة والقوات الأميركية في أفغانستان، وهذه الحرب التي شنها الجيش الأميركي والجيش البريطاني، التي كانت ردة فعل على هجمات 11 سبتمبر 2001، والهدف الرئيس كان هو اعتقال زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وقادة آخرين في التنظيم، وأيضاً من الأهداف الأخرى تدمير تنظيم القاعدة كلياً، والقضاء على طالبان الذي كان يدعم القاعدة، أكثر من ربع القرن..

والحروب تنهش الشعب الأفغاني بداية من الاحتلال السوفييتي وأخيراً الحرب الأميركية، ودخول القوات الأميركية براً وقد خلفت الحروب ضحايا بالملايين، منهم شهداء ولاجئون ومفقودون ودمرت مقدرات الشعب الأفغاني، وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن عام 2016 سيقلص التواجد العسكري الأميركي في الخارج نهائياً.

منظور السلام يبدأ أولاً باحترام جميع الديانات، ومن هنا شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بمبادئها، التي تحترم جميع الديانات، وحذر من أي ردود فعل ضد دين بعينه، وتجريم الإساءة إليها، وأنه يجب رفض التمييز في المعاملة وعدم الترويج للتصريحات العنصرية والمسيئة إلى الإسلام والمسلمين.

الرئيسي الأميركي باراك أوباما متيقن ومؤمن بأن الدين الإسلامي ليس جزءاً من التطرف والإرهاب في العالم، ولذلك يسعى جاهداً إلى أن ترتبط ولايته، التي قاربت على الانتهاء بسلام وإرسال رسائل السلام للعالم.

 

Email