الإمارات والنموذج العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يشعر العرب يوماً ما بمثل المرارات المتلاحقة التي شهدناها منذ حلول الربيع العربي ومآلاته المؤسفة التي معها تم تشريد الملايين في أوطانهم، وعند إخوانهم ولتصبح مناظر المعاناة في مخيمات اللاجئين مشاهد حسرة، ومعها نقول يرحم أيام زمان.

هذا كله والمرء يتابع جوانب أخرى مضيئة في جزء صغير من الوطن العربي، ليكون وجوده مثل نجم في فضاء متسع، ذلك النجم هو ما نشهده على أرض الإمارات من إنجازات باتت بلا شك مثالاً يحتذى على مستوى عربي بل وعلى مستوى عالمي. وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في حواره مع «نيوزويك»:

«اليوم جزء كبير مما نصنعه في دولة الإمارات هو بناء نموذج ناجح للمنطقة. نموذج تستطيع أي دولة أو شعب أن يتبناه. نموذج يقوم على التسامح والانفتاح. وعلى التعايش المشترك وعلى مجموعة كبيرة من الأنظمة الاقتصادية والإدارية المتطورة التي توفر جودة حياة للجميع.

نموذج يقوم على دعم الشباب وإعطائهم فرصة لبناء أوطانهم. نموذج أيضاً يقوم على تمكين المرأة بشكل كامل واستغلال طاقاتها الكامنة من دون أي تحجيم أو تعطيل لنصف المجتمع».

هل يمكننا أن نتقدم بخطوات أقرب لنصل بها إلى صورة واقعية فيها نتعرف على الجانب المضيء في تجربة عربية تصنع لنا الأمل على الرغم مما نشهده من دواعي خيبة الأمل لما نشهده الآن في العراق وما يجري من صراعات في سوريا وليبيا واليمن والعراق وما نشهده من بطش إسرائيلي على أرض فلسطين.

لن نتحدث عن ناطحات السحاب ولا برج خليفة أعلى برج في العالم، ولا نتحدث عن شبكة الطرق التي باتت تضاهي أفضل شبكات الطرق في العالم ومع هذه الشبكات والمطارات، ولا عن مراكزها التجارية ومتنزهاتها، والخدمات التي أصبحت توفرها للسياح قبلة للسياحة العالمية، وقبلة للتوجه إليها لما تتيحه من فرص عمل واستثمار.

هل يمكننا أن نتخيل الإمارات وهي تنشئ مركز محمد بن راشد للفضاء وهو مخصص للأبحاث والمشاريع والدراسات المتعلقة مع كفاءات علمية وطنية؟

هل يمكننا أن نتخيل الإمارات وهي تخطو بنا نحو الفضاء بمسبار الأمل الذي سيستكشف المريخ؟ هل يمكننا أن نتخيل الإمارات وهي تمثل مركزاً عالمياً للنقل والتجارة الدولية مع وجود موانئ ومطارات دولية بأرقى المستويات، هل يمكننا أن نتخيل الإمارات وهي تحتضن يومياً العديد من المؤتمرات والمعارض والأنشطة التجارية والثقافية الدولية؟

ومن يتابع الإنجازات في مجال الحفاظ على البيئة سوف يقف إجلالاً واحتراماً للرؤى الحريصة والحازمة في الحفاظ على البيئة، من خلال العمل على حماية البيئة في محميات طبيعية كثيرة، وفي القوانين التي أصدرتها البلديات لحماية البيئة، وقوانين تراخيص البناء التي أصبحت تطالب الأبنية بأن تلتزم بشروط البيئة الخضراء.

ونجد أن المدينة الذكية التي وفرت منافذ الواي فاي لتقدم الإنترنت المجاني على شواطئ دبي، هي المدينة نفسها التي أصبحت تتم فيها المعاملات بطريقة ذكية ليصبح الهاتف الجوال وسيلتنا إلى تسيير أعمالنا وإنجاز معاملاتنا الحكومية بواسطته.

ولتصبح دبي واحدة من المدن القليلة في العالم التي تسير بخطى حثيثة نحو تحويلها إلى مدينة ذكية توفر الراحة والسعادة لمواطنيها ولساكنيها.

كل هذه بعض من نماذج التقدم والإرادة في صنع بيئة راقية توفر للإنسان الحياة الراقية والمرفهة. وهذه الإنجازات في دولة الإمارات تقدم لنا نموذجاً لإرادة الحياة في الوطن العربي، إذ أنها تصنع الأمل في حياة تسعى إلى توفير الرفاهية والسعادة لقاطنيها مهما اختلفت جنسياتهم، حيث توفر لهم مناخاً ملائماً لحياة يسودها الوئام وروح التسامح.

وهكذا يقف نموذج الإمارات نموذجاً عربياً رائداً لصناعة المستقبل، ويقف نموذجها صامداً في مواجهة ما نراه اليوم من هجوم قاس لإرادة الموت في بقع كثيرة من الوطن العربي.

Email