فزّاع شخصية عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقول الأخبار إن القائمين على برنامج التواصل العالمي الشهير «سناب شات» اختاروا سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ضمن عدد محدود من الشخصيات العالمية المؤثرة، للمشاركة في خاصية «القصص الرسمية»، التي أطلقها البرنامج مؤخراً، وتُمكِن مستخدميه (نحو مئة مليون) حول العالم من قراءة سرديات هذه الشخصيات المؤثرة ومتابعتها.

ويعكس هذا الاختيار ثلاث دلالات مهمة؛ أولها أن سمو الشيخ حمدان، أو فزاع كما يُحب أنْ يُدعى، أصبح شخصية عالمية، يتطلع إليها الملايين في أنحاء العالم، للاستفادة من سيرتها وخبرتها وأسلوبها في الحُكم. وهذا يعني أن سيرة ولي عهد دبي وخبرته تجاوزت الإطار المحلي إلى نظيره الكوني، أو قُل إن الرجل يجمع فيها بين الخصائص المحلية والعالمية..

وهو ما يتسق على كل حال مع سمات النموذج الإماراتي في التنمية والعمران، فالشيخ الشاب يجمع في تعليمه وتدريبه المهني بين ثانوية راشد الخاصة، وأكاديمية سانت هيرست العسكرية، وبين كلية لندن للاقتصاد وكلية دبي للإدارة الحكومية.

وتُلخص مبادرة سموه بتأسيس مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث للحفاظ على الموروث الثقافي الشعبي والهوية الوطنية، ومبادرته بإطلاق موقع «دبي 360 درجة»، لنقل صورة حية لاكتشاف دبي من أي مكان في العالم، هذا المزج الخلاق بين المحلية والعالمية.

وثالث هذه الدلالات أن فزاع، أسوة بوالده القائد المُعلِم، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والآباء المؤسسين للاتحاد، يحرص على التواصل مع المواطنين والوصول إليهم في شتى بقاع الدولة، ومع المقيمين والناس كافة، بكل وسائل التواصل، بما في ذلك تويتر وفيسبوك وانستغرام وسناب شات، بل إن الشيخ الشاب يُصنف كونه أحد أكثر القادة الشباب حضوراً على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

وهذا التواصل مع المواطنين وغيرهم هو جوهر التواصل الديمقراطي بين الحاكم والمحكوم، الذي هو سمة أساسية للإدارة والحكم في دولة الإمارات، ويبرز ما يسِم النموذج الذي تطرحه دولتنا من أهمية التفاعل بين الثقافات وتلاقحها.

ولكن ماذا سوف يسرد فزاع من قصص أو سوالف؟ أيكتب عن قيادة والده المُلهِمة التي تتجلى، أكثر ما تتجلى، في جوانبها الفكرية «امتلاك الرؤية»، والسلوكية «تحقيق مُنجزات ملموسة»، وبقدرته الفائقة على إلهام الآخرين لتحقيق ما ينشده من تصور مستقبلي أو نموذج أمثل لبلاده، فالقيادة بالنسبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تعني ببساطة إشعار الناس بقيمتهم وإمكاناتهم بشكل واضح، تجعلهم يرون هذه القيمة والإمكانات في أنفسهم.

وقد استطاع هذا القائد العظيم أن يكتشف مبكراً القدرات والإمكانات الجسدية (الانضباط) والعقلية (القدرة على تحديد الرؤية)، والعاطفية (الحماس والالتزام)، والروحية (الأمانة والضمير الحي) الهائلة في نجله الثاني فزاع..

وأنْ يُلهمه بالقدوة الحسنة على ممارسة هذه القدرات والإمكانات في خدمة شعبه، مفسحاً له المجال ليفعل ذلك. كل ذلك أسهم مساهمة جلية في جعل الشيخ الشاب قائدا يُقدر المسؤولية، ويحملها بقوة وأمانة، ويُكرس قدراته لخدمة وطنه وأبناء شعبه.

وربما يختار فزاع الحديث عن مبادراته الرائدة، التي جعلت الإمارات نموذجاً تنموياً مزدهراً، ومركزاً لتصدير الأفكار المبدعة للعالم. وفي مقدمة هذه المبادرات «حكومة دبي نحو 2021»، أو حكومة المستقبل، التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، وترمي إلى إحداث ثورة حقيقية في مفهوم الخدمة الحكومية، على أساس اقتراب يؤمن بأن المتعامل هو محور الخدمة..

وأن تلبية توقعاته هي غاية الجهاز الحكومي، ويقوم على فكرة أن الحكومة جهاز واحد يُقدم خدمة متكاملة. ولا شك في أن هذه المبادرة سترسخ مكانة دبي مقصداً يأتي إليه العالم للتعلم من تجربتها الحكومية، التي تعززت منذ إطلاق برنامج حمدان بن محمد للحكومة الذكية. ومن أهم مبادرات الشيخ الشاب أيضاً برنامج «شراكة دبي للاقتصاد الأخضر»، الذي يهدف إلى تحفيز النمو الأخضر والمستدام للاقتصاد في إمارة دبي.

دون الحديث عن مبادرته الرائدة جائزة «تقدير»، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم في مجال رعاية حقوق العمال وتعزيز العلاقة بين طرفي العملية التنموية. والحديث عن الأوائل يقودنا إلى الإشارة إلى مبادرة سموه بخصوص «نظام تصنيف الفعاليات الرياضية».

وربما يستهل فزاع سردياته لشباب العالم بالحديث عن كيف استطاع قادة بلاده بناء دولة مدنية عصرية، تزاوج بين الأصالة والحداثة، في وسط محيط مضطرب ومعاكس. والمؤشرات على ذلك أكثر من تُحصى في هذه المساحة المحدودة. ومع ذلك، نذكر منها التوفيق المبتكر، الذي أوجدته قيادتنا الرشيدة بين التراث والحداثة؛ فقد عكفت على رعاية الثقافة الوطنية والتراث العربي والإسلامي..

وأعطت اهتماماً كبيراً لبناء المساجد رمز حضارتنا. وفي الوقت نفسه، خطت شوطاً بعيداً في تطوير المؤسسات على أسس مدنية حديثة، والنهوض بالاقتصاد، وفقاً للمعايير العالمية، وتعزيز البنية التحتية، بما يماثل ما حققته أكثر الدول رقياً في الغرب. ولعل مبادرة سمو الشيخ حمدان بتأسيس مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي ومساهمته في استضافة بلاده معرض «إكسبو 2020» خير دليل على ذلك.

 

Email