مفتاح العلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ».. صدق الله العظيم.

بأمرٍ من الله عز وجل، أُنـزلت أولى الآيات من القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، عندما نزل عليه الوحي وأتاه جبريل وهو يتعبد في غار حراء، وقال للنبي اقرأ فرد عليه الرسول «ما أنا بقارئ» فكان رده عليه الصلاة والسلام ليس معصية للأمر وإنما لأن النبي صلى الله عليه وسلّم كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، فكان أمر الله العلي القدير لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اقرأ أيها النبي ما أُنزل إليك من القرآن مُفْتَتِحًا، «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»، الله الذي خلق كل شيء «خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَق» الله الذي خلق كل إنسان من قطعة دم غليظ أحمر، اقرأ أيها النبي ما أُنزل إليك، «اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاَْكْرَمُ»، إن ربك لكثير الإحسان واسع الجود الله عز وجل فضله وكرمه زاد على كل كرم، سبحانه وتعالى الذي علَّم خلقه الكتابة بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يكن يعلم، ونقله من ظلمة الجهل إلى نور العلم.

بتوجيهات سامية ونيرة من صاحب العطاء اللامحدود والمبادرات القيمة والهادفة في وطن العطاء والخير والنهضة والنماء، القائد الأعلى للوطن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله ورعاه»، أقر مجلس الوزراء، إعلان المبادرة الرائدة لرئيس الدولة «رعاه الله»، بأن يكون عام 2016 عاماً للقراءة، من أجل صناعة العلم والمعرفة والثقافة.

لأن القراءة هي المهارة الأساسية لجيل جديد من العلماء والمفكرين والباحثين والمبتكرين، في وطنٍ ولله الحمد متلاحم قيادةً وشعباً يتخذ من الإسلام منهجاً لسياسته الداخلية والخارجية من أجل تحقيق الأهداف والنجاحات التي ينشدها ويتطلع إليها في كافة المجالات. وتوظيف القراءة لتعزيز مكانة العلم والمعرفة في الحياة.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «حفظه الله ورعاه»، وجه بالبدء بتنفيذ توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، «حفظه الله ورعاه»، عبر إعداد إطار وطني شامل لتخريج جيل قارئ، وترسيخ الدولة عاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة.

وأصدر سموه «رعاه الله»، بصفته حاكماً لإمارة دبي، المرسوم رقم 36 لسنة 2015 بإنشاء جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بهدف تشجيع المعنيين والعاملين في مجال المعرفة، وتحفيزهم على الإبداع والابتكار في تطوير مسارات نقل ونشر وإنماء المعرفة حول العالم.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله» يرى أن القراءة تفتح العقول وتعزز التسامح والانفتاح والتواصل وتبني شعباً متحضراً بعيداً عن التشدد والانغلاق، مشيراً سموه إلى أن المبادرات أطلقت لحماية اللغة والتشجيع على القراءة ونحن مؤهلون لنكون عاصمة للثقافة والقراءة والمعرفة والمحتوى.

وهدفنا ترسيخ دولة الامارات عاصمة ثقافية عالمية بامتياز ومنارة للعلم والمعرفة كما كانت الأندلس وغرناطة وبغداد وغيرها من الحواضر التي كانت مصدراً للتنوير والمعرفة على مدى قرون عديدة، ونسعى لإحداث تغيير سلوكي دائم وتحصين ثقافي للأجيال القادمة، وهدفنا خلال الفترة المقبلة تغيير مسار التنمية ليكون معتمدا على العلوم والمعرفة والابتكار والدفع بأجيالنا نحو القراءة والمعرفة والاطلاع.

لخلق جيل متعلم قارئ مثقف ومحصن لغوياً وثقافياً وفكرياً، واعٍ لتطورات العالم الذي نعيش فيه وملم بأفضل أفكاره وأحدث نظرياته في كافة القطاعات، لتخريج أجيال من العلماء والباحثين، لأن مفتاح الازدهار هو العلم وسيبقى مفتاح العلم هو القراءة وستبقى أول رسالة من السماء للأرض هي «اقرأ».

لقد لعبت التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، على غير هدفها، دورا مؤثرا في تسطيح بعض العقول وإبعاد قطاع عريض من البشر عن القراءة، مما دفع بعض الجماعات المتطرفة الى استقطاب مجموعة منهم نحو التطرف الفكري الأمر الذي أظهر كم هي حاجة الشعوب إلى التنوير والاهتمام بالقراءة باعتبارها السبيل الى المعرفة والنور.

ونحن على يقين من أن عام 2016 سيكون العام المنطلق نحو جذب الشباب بشكل خاص إلى الاهتمام بالقراءة والمعرفة وسلك طريق النور.

القراءة جوهر الحياة ووقودنا إلى العلم والمعرفة والثقافة وهي نتاج العقل المفكر والمنتج، ثمارها وجوه مشرقة بنور العلم والمعرفة، ونتاجها معارف كثيرة تقودنا للابتكارات والاختراعات، والقراءة مفتاح العلم الذي يُخرج الإبداع والابتكار إلى النور والعلم مفتاح الازدهار نصنع به الحياة والحضارة.

ويدونه التاريخ بأحرف من نور تتوارثها الأجيال على مر السنين، ويقرأ الأبناء والأحفاد ما وُثق منها وتكون منبراً وشموعا تضيء لهم الطريق، ويتعرفون على مجد الآباء والأجداد وجهودهم وتضحياتهم من أجل مستقبل مشرق صنعوه ليشهد التاريخ على رؤاهم الواضحة ورسالاتهم المخلصة للوطن الغالي وأبناء شعبه والصورة الحضارية التي تحققت لدولتنا الفتية أمام كافة دول العالم.

وبالقراءة والاطلاع نكتشف ونستفيد من التجارب الرائدة لقادتنا العظام ونستطيع من خلالها تحقيق أهدافنا ونكون أكثر عطاء وإبداعا وتميزاً وابتكاراً، وإن شاء الله سيتحقق استشراف «صانع المُستقبل» «حفظه الله» بالمستقبل المشرق لدولة الامارات، وأن تكون عاصمة ثقافية عالمية بامتياز ومنارة للعلم والمعرفة.

فالقراءة تحيي العقل والفكر ونرى النور من خلالها فهي مفتاح العلم ومفتاح الازدهار.

Email