كلنا مع تونس ضد الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان هي الكلمات السحرية، التي استخدمها الغرب قبل أعوام قليلة، لغسل عقول أفراد المجتمع العربي، أما الآن فقد تغيرت الموازين، فهذه الكلمات باتت معروفة بأنها وسائل للتحريض، واليوم الكلمات الجديدة هي حور العين، والجهاد للجنة، وإلى آخره من كلمات استخرجوها من مصطلحات التعصب الديني، التي تلوث عقول بعض أفراد المجتمع لتحقيق أهدافهم ومن أهم أهدافهم المال والسلطة.

بعد أحداث ديسمبر 2010 في تونس، وبعد تنحي الرئيس زين العابدين بن علي كان التونسيون يتلمسون طريقهم نحو الديمقراطية، والمصالحة الوطنية، ولكن الوجه المظلم للإرهاب قد زاد الأوضاع الأمنية سوءاً وتعقيداً بداية بالاشتباكات العنيفة بين الوحدات الأمنية والعسكرية من جهة ومن جهة أخرى العصابات المسلحة الإرهابية، التي قلبت الموازين بين التونسيين.

نرجع عشر سنوات للخلف وبالتحديد عام 2005 في أحداث مدينة سليمان التونسية، حيث بدأ الإرهاب يكشر عن أنيابه وبدأت العمليات الاغتيالية، التي استهدفت الشخصيات السياسية والأمنية وبعض المواطنين وكان الهدف الأكبر وراء العمليات هي نشر الفوضى في البلاد، وبث الرعب بين أفراد المجتمع التونسي.

ومنذ ديسمبر 2010 ودولة تونس محاطة بدول ومنظمات إرهابية تسعى لخلق الإضرابات الأمنية وزعزعة أمن واستقرار دولة تونس الحبيبة، ولا أزيد على كلام البرلماني السيد علي بنور عندما قال الأبيات الشعرية التالية «عمر الآسي ما اتنسي.

وانتم أساكم زاد... كانت حبيبتي تونس حمامة كنتم الصياد... كانت حبيبتي تونس سنابل كنتم الحصاد.. كانت حبيبتي تونس كرامة كنتم الأصفاد»، بالفعل كانت تونس ولا تزال تونس هي زهرة العرب التي تمدنا بالحب والسلام.

لم تتوقف العمليات الإرهابية، ولم تتوقف المنظمات الإرهابية من دعم الإرهاب في تونس، وفي عام 2012 سجلت عمليات عنيفة في الأراضي التونسية الطاهرة منها أحداث بئر علي بن خليفة، ومواجهات فرنانة بجندوبة.

واستهداف دورية أمنية في فريانة، ومداهمة منزل مشبوه بدوار هيشر وكل العمليات شهدت قتلى وجرحى في صفوف المدنين والعسكريين واكتشاف مخازن للأسلحة وإيقاف عناصر إرهابية مشبوهة، ولم يكن الشعب التونسي الحبيب حين ذاك له معرفة ببعض المصطلحات مثل: (حزام ناسف، كلاشنيكوف، مسلّحون، القاعدة.. إلخ).

في فبراير 2013 استيقظ الشعب التونسي على عملية اغتيال سياسي بعد الثورة، وكانت من نصيب المنسق العام لحزب «الوطنيون الديمقراطيون الموحد» شكري بلعيد.

وكانت رمي برصاص من مجهولين وهو خارج كونه مواطناً من منزله متوجهاً للعمل، كان من أشد المنتقدين لأداء الحكومة الائتلافية في تونس، والذي اتبع الشارع التونسي تظاهرات عارمة وإضراب عام لمدة يوم واحد، ولم تتوقف العمليات الإرهابية في العام 2013 بل استمرت ومن أهمها: «كابوس» الشعباني، وهي عمليات إرهابية في جبل الشعباني في ولاية القصرين.

حيث استهدف المنظمات الإرهابية دوريات الأمن العام، ومقتل لإطار الأمني محمد السبوعي بجبل الجلود، واغتيال الحاج محمد البراهمي، النائب في المجلس التأسيسي عن حزب التيار الشعبي.

ولم ينم الإرهابيون من عملياتهم التي استمرت ولم يستطع عام 2014 أن يكون سلاماً على الشعب التونسي، حيث أيضاً شهدت عمليات إرهابية من اغتيالات شخصيات سياسية ومواجهة بين الأمن التونسي (الحرس الوطني والجيش التونسي) والعصابات الإرهابية المتطرفة.

توالت الأحداث في عام 2015 وكانت آخر الأحداث الإرهابية هو هجوم استهدف حافلة للأمن الرئاسي أسفر عن 12 قتيلاً و20 جريحاً في عملية انتحارية نفذه إرهابي من مواليد سنة 1988 ويعمل بائعاً جائلاً.

أحداث مؤسفة ومؤلمة يعيشها الشعب التونسي الشقيق اليوم جراء الإرهاب المتطرف والمنظمات الإرهابية، التي أنهكت طاقة الشعب التونسي الشقيق.

زهرة العرب تونس كانت من اكثر دول أفريقيا جذباً لسياح من كل أقطار العالم، وكانت تشهد حركة سياحة كبيرة، ما نشط الاقتصاد التونسي واليوم بسبب العمليات الإرهابية المتكررة فان السياحة في تونس أصبحت شبه معدومة، وذلك يرجع لحالة الطواري التي تمر فيها تونس.

الشعب التونسي الشقيق وفياً بطبعه، محباً لوطنه، مترابطاً بوحدته، وسوف يعمل التونسيون كل يوم لكي ينشروا السلام والاستقرار الأمني في بلادهم، مواجهين كل المخاطر بأيد من حديد.

Email