الوفاء لمؤسسي الاتحاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه الأيام احتفالات اليوم الوطني الرابع الأربعين لتأسيس الاتحاد العظيم، احتفالات عارمة في كل مدن الدولة وكرنفالات وطنية تحتفي بالاتحاد العظيم.

أربعة وأربعون عاماً يعيش المواطن والمقيم في هذا البلد المجيد بسعادة ورفاهية وطمأنينة وسلام بأساسات قوية بناها الآباء مؤسسو الاتحاد العظيم، أولئك الآباء الذين قدموا كل التضحيات وكرسوا جهودهم في تأسيس اتحاد دولتنا الحبيبة.

كانت دولة الإمارات قبل قيام الاتحاد قرى ومدن متفرقة هنا وهناك، واليوم بفضل جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومؤسسي الاتحاد فإن الاتحاد جعلهم شعوباً متقاربة يجمعهم مصير مشترك.

تجمع مؤسسو الاتحاد في مدينة دبي وأعلنوا الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 وكان الاجتماع العظيم هو الإعلان عن اتحاد دولتنا الحبيبة.

لقد نقل الجيل الأول للاتحاد كل تفاصيل تأسيس اتحاد دولة الإمارات للجيل الحاضر، وها نحن الجيل الحاضر نروي تفاصيل تأسيس اتحاد دولتنا الحبيبة إلى أبنائنا والأجيال القادمة.

قبل الاجتماع المبارك عام 1971 كانت دولة الإمارات قد وقعت معاهدات مع الحكومة البريطانية لحماية الإمارات المتصالحة لمدة 150 عاماً، وفي عام 1971 انسحبت الحكومة البريطانية من الخليج بسبب الضغوط الاقتصادية التي شهدتها ورغم أن هذا القرار المفاجئ كان يهدد بخلق توتر عسكري وسياسي في المنطقة إلا أنه أيضاً ساعد على تقليل العقبات والصعوبات التي كانت عائقاً في طريق المحاولات الأولى للاتحاد.

كان للحماس القوي للشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، الدور الكبير في قيام الاتحاد ومنذ تولى الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 وهو مؤمن بمدى أهمية الاتحاد وحينها قال: «نستطيع بالتعاون وبنوع من الاتحاد، إتباع نموذج الدول الأخرى النامية».

كان يؤمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بإقامة الدولة الاتحادية، وفي الدفع نحو لم شمل أبناء الإمارات تحت راية واحدة يجمعهم الدين واللغة والعادات والمستقبل المشترك وكان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، شريكاً له وسنداً في بناء الاتحاد العظيم.

كان اجتماعهما، رحمهما الله، في السمحة عام 1968 اجتماعاً مباركاً وافق كلّ من الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله، خلال ذلك اللقاء التاريخي على دمج إمارتيهما في اتحاد واحد، والمشاركة في إدارة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن والخدمات الاجتماعية وتبني السياسة المشتركة لشؤون الهجرة.

وفي اجتماع مشهود عام 1971 قرر حكام الإمارات الست في مرحلة موحدة بضم الإمارات الست وهي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، وفي الثاني من ديسمبر عام 1971 تمّ الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، وبعد ذلك في فبراير 1972 انضمت رأس الخيمة إلى الاتحاد لتصبح دولة الإمارات العربية المتحدة متكاملة بسبع إمارات متصالحة.

كانت الحكمة من أهمية الاتحاد لدى مؤسسي الدولة بأن التعاون في العمل كدولة قوية لها المقومات الكاملة لبناء الإنسان الصالح هي ركيزتهم الأساسية، وعمل الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وإخوانه مؤسسي الاتحاد بترجمة أفكارهم في تطوير وبناء دولة حديثة وها نحن اليوم نشهد بكل فخر واعتزاز إنجازات الاتحاد الخالدة.

ومنذ قيام اتحاد دولتنا الحبيبة في عام 1971، وفي أربعة وأربعين عاماً تشهد دولة الإمارات بفضل مؤسسي الاتحاد نهضة متكاملة في شتى المجالات سواء التعليمية والصحية والاقتصادية والطاقة المستدامة والحكومات الذكية والرياضة وحماية البيئة والحلول المستدامة في المناخ والنقل الجوي والبحري وأكبر المطارات والموانئ ومن أفضل البنى التحتية في العالم من بناء الطرق الداخلية والخدمات الحيوية والفضاء والعسكرية وإلى آخره من إنجازات خالدة قدمها مؤسسو الاتحاد في ظل الدولة الاتحادية.

أنعم الله علينا كشعب الإمارات بشخصيات بنوا لنا اتحاداً عظيماً وحفروا بالمجد تاريخاً خالداً بالإنجازات في دولتنا الحبيبة، آباء أوفياء سخروا من أنفسهم جسراً للتواصل مع الشعب الإماراتي، لم يهدأ لهم بال إلا بأن يكون المواطن الإماراتي سعيداً ومطمئناً.

علينا كشعب إماراتي واحد تقديم كل الولاء والوفاء لمؤسسي اتحاد الدولة وإلى القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات.

Email