ملامح في حياة أرولد جونز القصيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ولد أرولد هارولد جونز في السابع من مارس عام 1877 في بارنسلي بيوركشاير في شمالي انجلترا، ليصبح واحدا من أبرز علماء الآثار في عصره، وليشارك في بعض من أكثر الاكتشافات إثارة في مصر. وانتقلت عائلته إلى ويلز بعد فترة قصيرة من حصول والده على وظيفة مدير مدرسة الفن هناك.

أظهر أرولد استعدادا مبكرا لمهنته المستقبلية. ودرس على يد الرهبان حتى حصل على منحة للدراسة في الكلية الملكية للفنون في لندن. وكان قد سبق له أن فاز بجائزة الملكة في اختبار مجلس تعليم الفنون عام 1900 عن رسمه المستوحاة من الآثار.

السعال القوي والارهاق اللذان لازماه كانا من أعراض السل الذي لم يتمكن نتيجة له من استكمال مساق منحة دراسته للفن، وأوصى الأطباء له بالراحة والطقس الدافئ والجاف.

وأعتقد والده أن العلاج موجود في مصر ،وأن مهارات أرولد الفنية يمكن أن تثبت فائدتها في مجال التنقيب عن الآثار. وكان البروفيسور جون غارستانغ من جامعة ليفربول ينقب عن الآثار منذ عام 1902 في موقع "بني حسن" الأثري الكبير في صعيد مصر.

وقد اتصل به أصدقاء مشتركون، أحدهم كان عالم المصريات بيرسي نيوبيري ، الذي أصبح لاحقا صديقا طيبا لأرولد. وفي ربيع عام 1903 وبعد تبادل للرسائل. وإجراء مقابلة وتأكيد الطبيب أن مرض جونز ليس خطيرا الى الحد الذي يمنعه من العمل بفعالية، دعا غارستانغ الفنان الشاب للانضمام إلى عمليات التنقيب التي يقوم بها، وعرض عليه دفع تكاليف سفره.

وفي ديسمبر ذلك العام وصل جونز إلى القاهرة، ومن ثم غادر إلى الموقع. وهذا ما كتبه لأبويه في ديسمبر عام 1903 "الآن نحن في طريقنا إلى منطقة بني حسن. يستغرق ذلك يومين فقط بالسفينة حتى نصل اليها.

والانطلاق في النيل رائع جدا ، خاصة عندما لا يتعين على المرء الخروج عند المغيب" ،وبني حسن مقبرة كبيرة على ضفة النيل تنتمي إلى الدولة الوسطى، ليست بعيدة عن مدينة المنيا الحديثة وسط مصر.

وهناك عدد من المقابر منحوتة في قطع كبيرة من حجارة الجبل وجونز قدر له أن يكتشف الكثير من المدافن في سفح الجبل. ومن أعلى المنحدر الصخري كان مشهد النيل فريدا".

كان للطقس الجاف تأثير مباشر وايجابي على صحة جونز. وفي أول رسالة كتبها لوالديه من منطقة بني حسن قال إنه تحسن بشكل كبير جدا: "لا أعرف متى شعرت بمثل هذه السعادة وبالصحة".

وتمكن من الرسم في وقت فراغه، وكان سعيدا ،ووجد النتيجة مرضية من الناحية المادية . الفترة الوجيزة لجون في منطقة "بني حسن" انتهت بحلول نهاية يونيو عام 1904،عندما أنهى غارستانغ البحث عن الآثار

إلا أن هذه الخبرة أفادته مدى الحياة، وأصبح غارستانغ معتمدا كثيرا على مساعده لحمل زمام المسؤولية بينما هو بعيد عن المكان، وكان يضمن ترأس جون للفريق العامل على البحث عندما حاز على حق التنقيب في إسنا ،بالقرب من الأقصر.

وخلال الوقت الذي أمضاه في مصر، تذبذبت صحة جونز، فغبار الحفريات أضر كثيرا برئتيه. وفي كل عام كان جونز يعود إلى منزله في ويلز، وفي عام 1910 تغيرت حالته الصحية بحيث أخبر صديقه إنه لم يتوقع العودة إلى عالم الحفريات. وتمكن لاحقا من العودة إلى مصر ولكن صحته تراجعت لاحقا.

وكتب إلى أحد أفراد أسرته عن ألم في صدره وقشعريرة في بدنه. وفي هذه المرة لم يتعاف من المرض، وتوفي جونز في الأقصر في مارس عام 1911 عن عمر 34 عاما. ولايزال قبره هناك. وكانت مصر هي المكان الذي أراد جونز أن يدفن فيه، والتي أمضى فيها أسعد سنوات حياته.

Email