الإرهاب والتطرف مرتبطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما ارتبط الإرهاب بالتطرف وكلاهما يشارك في قتل البشرية وزرع الخوف بينهم وزعزعة الأمن والاستقرار، واليوم نأسف بشدة لما يحصل في البلدان العربية والدول الصديقة.

تستقطب الجماعات الإرهابية المتطرفة الفئات المهمشة في المجتمع والذين كانوا من ذوي السوابق الاجرامية والخارجين عن القانون ليصبحوا ادوات سهلة لهم لكي يحققوا اهدافهم الوحشية والاجرامية وغير الأخلاقية في حق المجتمع من حرق البشرية وتفجير المساجد والمستشفيات والمدارس ونشر الذعر بين الناس وتدمير البنية التحتية وتخربيها.

الإرهاب المتطرف يبيد البشرية بحجة الأديان والتعصب الديني يغسل عقول الشباب المهمش ايضاً بحجة الأديان، فأصبحت الأديان هي اسرع وسيلة لتحقيق الجماعات الإرهابية اهدافها.

اسابيع قليلة مضت وأيام حزينة امتلأ العالم برعب وذعر وانطفت انوار برج «ايفيل» واعلن الحداد، الحدث الأخير الذي هز البشرية، الذي راح ضحاياه اكثر من 150 خلال ساعات، من المدنيين الأبرياء جمعتهم مباراة في كرة القدم، خرجوا من بيوتهم تاركين عائلاتهم من كان له اب، زوجة، ابن، لم يرجع ابداً الا في تابوت واليوم تجمعهم الذكريات فقط ولا يمكن وصف الهجمات إلا بالهمجية التي لا اخلاق لها ولا دين ولا مبدأ يقرها.

لا يمثلون الإسلام بشيء وحتى لو علت اصواتهم بشعارات التكبير قبل التفجيرات الإرهابية المتطرفة وهذا ان دل يدل على الجهل واخذ الدين كمصلحة لتحقيق الأهداف، واليوم يعيش اكثر من خمسة ملايين مسلم في فرنسا يتمتعون بالمواطنة وحقوقها وهؤلاء جميعاً سوف يعانون لسنين طويلة من الهجمات الإرهابية.

قبل يومين من تفجيرات باريس اشعل الإرهاب مرة اخرى في لبنان الشقيقة بعملية إرهابية نفذها شخصان انتحاريان وراح ضحاياها 43 شخصا على الاقل وأصيب اكثر من 200 اخرين في تفجير مزدوج بمنطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت ولا مبرر لذلك الا ضرب في العمق اللبناني الذي ينزف حزناً على ضحاياه.

تعرضت لبنان في السنوات الأخيرة إلى الكثير من التفجيرات الإرهابية ولن ينسى اللبنانيون والعرب 15 أغسطس عندما قتل 24 ضحية وجرح 200 في تفجير سيارة مفخخة بمنطقة سكنية بين منطقتي بئر العبد والرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، انهكت التفجيرات الإرهابية الشعب اللبناني الشقيق وأذاقته المرارة وزرعت في الشارع اللبناني عدم الأمن والاستقرار.

تعيش بعض الدول العربية مأساة جراء الإرهاب المتطرف فالعراق يشهد في كل مدينة ابتداء من العاصمة تفجيرات إرهابية تاركاً خلفه ضحايا من القتلى وجرحى وتخريب البنية التحتية والعراق الجريح لم يشهد الأمن والاستقرار منذ الاحتلال.

اصبح العراق اليوم وكراً للعصابات والجماعات الإرهابية والشعب العراقي الشقيق هو المتضرر الأكبر فالعراقي اليوم يبقى قلقاً على مدار الساعة بأن يحدث تفجير إرهابي في منزله او في ممشاه فالحذر خيم على العراقيين بشكل شديد فأصبح مرضاً نفسياً يلاحق الحاضرين والاجيال القادمة مما جعل الكثير من العراقيين يلجأون إلى الهجرة ويعتبر السبب الأمني من اهم اسباب الهجرة إلى جانب أسباب اقتصادية وسياسية.

من الإرهاب المتطرف لن ننسى سوريا الجريحة التي تنزف منذ 2011 إلى الآن ولا نعرف متى سوف تبدأ الحياة فيها من جديد، حيث كانت آمنة للإنسان ومقراً للسياح واليوم حتى الطيور المهاجرة لا تأتي لها، فأصبحت سماها سوداء بالتفجيرات الإرهابية التي يمهدها دعاة الجهل وتصنعها العصابات والجماعات الإرهابية التي تخيم بظلم على الشعب السوري الجريح فأصبح السوري الحي اليوم جريحاً او لاجئاً او مهاجراً لا يعلم اذا غابت شمس اليوم وهو مرمي على الطرقات او في مخيمات اللاجئين مغيباً معه امال الحياة التي من حق كل البشر في الأرض.

اليمنيون يعيشون مأساة حقيقة مع الغادر الحوثي والمخلوع صالح الذين يضربون الشعب اليمني بأشد اساليب الإرهاب من تفجير المساجد وتدمير المستشفيات والمدارس والبنية التحتية والقتل ونهب وتهجير من المدن لا سيما انقطاع تام لحركة الحياة في اليمن، والحمد لله بفضل أبناء الشعب اليمني الوفي وقوات التحالف سوف تسترجع اليمن حريتها وشرعيتها من الإرهاب الغاشم.

لا يمكن للجماعات الإرهابية المتطرفة ان ينسبوا أنفسهم إلى الإسلام، والإسلام بريء منهم ومن اعمالهم الاجرامية، والدين الإسلامي دين تعايش وتسامح وحب، فالإسلام دين السلام.

Email