قواتنا المسلحة.. ميراث البطولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبطال يخلفون أبطالاً، وحماة يستلمون الثغور من حماة، ومسيرة التضحية مستمرة مادام الوطن هو الأغلى، وما دامت أرض الإمارات هي الأولى.. ولن يثنينا دماء أريقت فداء للحرية والعدالة وأمن الوطن فرجال الوطن الأبرار المخلصون لترابه وقيادته سيظلون حاملين راية الدفاع عن أمن واستقرار أرضنا.

هذه كانت وستظل رسالة أبطال قواتنا المسلحة الذين تسلموا مواقع إخوانهم في أرض اليمن وعاد الظافرون بالنصر وحب الشعب وتقدير قيادته بعد أن أدوا مهمتهم على أكمل وجه.

فقبل أيام عاشت دولة الإمارات عرساً جماهيرياً عظيماً عند استقبال حماة الوطن من الدفعة الأولى العائدة إلى الأراضي الإماراتية بعد أن أتمت مهامها في اليمن ضمن قوات التحالف العربي، إثر استقرار الأوضاع خلال العمليات العسكرية في اليمن، التي أسهمت في تحرير 70 في المائة على الأقل من أراضي اليمن.

عاد أبطالنا بعد أن تركوا بصماتهم خالدة على ثرى الشقيقة اليمن بشهادة أهلها والمسؤولين فيها الذين أكدوا أن رجال الإمارات لعبوا دوراً مهماً في تحرير الكثير من المناطق اليمنية وكانت القوة الرئيسية في قوات التحالف العربي البرية التي قاتلت إلى جانب القوات الشرعية، كما ساهم أبطالنا بشكل كبير في تدريب عناصر الجيش اليمني وتأهيل القوات الأمنية والعسكرية.

رجع الظافرون من أبطالنا وقد تركوا علامات في جبين التاريخ تفخر بها أجيال بعد أجيال لأنها وقفت درعاً حصينة لحفظ أمن دول الخليج وأثبتوا للعالم أن لدولة الإمارات منزلة مهمة في درء المخاطر وأن أبناءنا حين يناديهم نداء الواجب يكونون عند حسن ظن الناس بهم.

قلنا بلغة العطاء للعالم إننا نحب السلام والخير والأمن لجميع أهل الأرض، ولا ترد أيادينا البيضاء بإذن الله تعالى عن إغاثة المحتاجين في أي مكان، وسنقدم ما نقدر عليه لسد حاجات المحتاجين في شتى بقاع الأرض، كما قلنا بلغة الفداء إننا مستعدون لبذل الغالي والنفيس حماية لحقوق المستضعفين ونصرة المظلومين وعودة الحقوق إلى أهلها، غير مبالين بكم الدماء التي نقدمها ثمناً للحرية، ومستعدون أجيالاً وراء أجيال لتقديم المزيد نصرة للحق وغوثاً للمستضعفين في الأرض.

وما أعذب كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، التي وجهها لأبطالنا العائدين والمرابطين، ملخّصاً منهج دولة الإمارات في الحياة وفلسفتها الإنسانية العظيمة حين قال: «إمارات السلام.. سلام على زايد وراشد وإخوانهما الذين عاهدوا الدنيا على رفع راية السلام.. سلام على أبطالنا العائدين ببشائر النصر وإخوانهم المرابطين الصامدين.. وسلام على إخوانهم الذين سينضمون إلى ساحة الشرف والكرامة مدافعين عن الحق ومعلين كلمته..

فنحن أمة سلام.. لا نتوانى في نشر أسبابه وإرساء مقومات حفظه واستمراره.. نذود عن قيم الخير والحق والعدل.. نغيث المحتاج ونتقدم الصفوف لنصرة المظلوم أينما كان..لم نرفع السلاح يوما إلا في وجه الظلم والطغيان وقوى الشر الخبيثة التي تضمر لنا السوء وتريد النيل من حاضرنا وسلبنا الحق في رسم ملامح مستقبلنا كما نريده مفعما بالعمل والأمل والخير والنماء».

بورك أبطالنا العائدون الظافرون بالنصر وبمحبة الناس وتقدير العالم، ورحم الله شهداءنا الأبرار الذين سجلوا أسماءهم بمداد من نور على صفحة التاريخ وخلدوا ذكراهم العطرة في سجل الشرف على مدى الأيام، وتحية لرجال قواتنا المسلحة الذين حملوا اللواء واستلموا مهمات الجهاد على أرض اليمن الشقيق دفاعاً عن الشرعية وإرغاماً لأنوف الحاقدين والمتآمرين على أمن الشعوب.

Email