زايد وبناء الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعجز الكلمات عن إبراز دور المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بناء دولة الإمارات ونهضتها، قائد سطر التاريخ بالمجد والعز، حكيم استطاع أن يستشرق المستقبل بكل ثقة وشموخ، فحوّل الصحراء إلى دولة لها مكانة كبيرة بين الدول المتقدمة.

تأسيس اتحاد دولة الإمارات كان من أبرز إنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فاليوم تنعم دولة الإمارات بالاتحاد، بفضل المغفور له الشيخ زايد، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد، رحمهما الله.

وكان للمغفور له رؤية شاملة للاتحاد حين قال: إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم، يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح، ترفرف فوقه راية العدالة والحق، وليكون رائداً ونواة لوحدة عربية شاملة، وقال أيضاً في نعمة الاتحاد «لقد أكدّت السنوات الماضية أهمية الاتحاد وضرورته لتوفير الحياة الأفضل للمواطنين، وتأمين الاستقرار في البلاد، وتحقيق آمال شعبنا في التقدم والعزة والرخاء».

واهتم المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالتعليم كثيراً، وأصبح من أولوياته، وحرص كل الحرص على تعليم شباب الوطن وإلزامهم بالتعليم في المراحل التأسيسية، لأنه كان على يقين بأن الشباب هم ثروة الوطن وعماد الأمة وسر نهضتها.

ومن أقواله، رحمه الله، «أقول دائماً إنني أؤمن بالشباب، ولا بد أن يتولى المسؤولية الشباب المثقف من أبناء البلاد، فالشباب لا تنقصه الحماسة، وما دام متحمساً ومؤمناً بوطنه فإنه قادر على استيعاب كل جديد»، وكان، رحمة الله عليه، يؤمن بأن العلم ثروة وبه يبنى مستقبل الأوطان حين قال، إن «تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة، ونحن نبني المستقبل على أساس علمي».

وحرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على دعم قطاع الخدمات الصحية في الدولة بتوفير الرعاية الصحية الشاملة بكل أنواعها الوقائية والتشخيصية والعلاجية حتى لا يضطر أي مواطن للسفر إلى الخارج بحثاً عن العلاج، واليوم بفضل الله فإن الخدمات الصحية في دولة الإمارات تنافس الدول المتقدمة، من حيث الجودة في الرعاية الصحية.

تمتلك دولة الإمارات اليوم مكانة اقتصادية بين الدول المتقدمة، فاقتصادها ينتعش باستمرار ويحظى موقعها الجغرافي في منطقة الشرق الأوسط بالأمن والاستقرار الاقتصادي، فالمستثمرون اليوم بفضل الأمن والاقتصاد المستقر لا يخشون على رؤوس أموالهم واستثماراتهم، ومن هنا بدأت حكمة الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، بتأسيس جهاز أبوظبي للاستثمار الذي يعتبر من أضخم صناديق الاستثمار في العالم.

وإضافة إلى ذلك تم تأسيس شركات النفط الوطنية العملاقة، التي تخدم المواطن والوطن وفي مقولته المشهودة عن الثروة النفطية «نحن نستخدم الثروة النفطية لخدمة الإنسان وبناء المدارس والجامعات والمستشفيات والطرق والتشجير وإقامة المزارع والمصانع التي أصبحت تنتج الكثير مما يحتاج إليه الشعب من غذاء» والعديد من المؤسسات الوطنية والشركات العامة، التي تحقق النفع للمواطنين.

وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مهتماً ومحباً لتراث الأجداد وكان يردد دائماً «من ليس له ماض فليس له حاضر»، وأثبت مع مرور السنين أن الاهتمام بالتراث له دور كبير في الحفاظ على الهوية الإماراتية من الاندثار.

ويعود اليوم موروثه إلى الشعب الإماراتي الذي يفخر به أمام الأمم في أكبر المناسبات المحلية والعالمية، وأضاف قائلاً، رحمة الله عليه، «لا بد من الحفاظ على تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور، وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة».

لقد بنى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دولة عظيمة مسالمة تمد يد الخير والسلام إلى أرجاء المعمورة وقال، رحمة الله عليه، في السلام «إننا نسعى إلى السلام ونحترم حق الجوار، ونرعى الصديق، لكن حاجتنا إلى جيش قوي قادر على حماية الوطن تبقى قائمة ومستمرة.

ونحن نبني الجيش لا عن رغبة في غزو، وإنما للدفاع عن أنفسنا»، فكان إيماناً منه بنشر السلام في العالم، بعيداً كل البعد عن تميز في اللون أو العرق أو الدين أو بعد الجيرة، فكان، رحمة الله عليه، ذا قلب رحيم على خلق الله.

على الأبناء أن يعرفوا ما قدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من تضحيات وأعمال خالدة، جعل المواطن اليوم في عز وخير وإجلال. نسال الله تعالى أن يرحم والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأن يتقبله مع الشهداء والصديقين.

Email