قلم الخطاطين العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأدوات التقليدية القديمة استخدمت القلم للكتابة بالخط العربي، القلم المصنوع من القصب. ومثل هذه الأقلام تستهلك بشكل سريع. ويبدو أن أياً من هذه الأقلام لم يصل إلينا من العصور الوسطى.

وبحسب المقدسي وهو جغرافي من القرن العاشر فإن الأقلام القصبية المائلة إلى الصفرة كانت تقطع من القصب الموجود في المستنقعات أو في المناطق الرطبة. وتم تجديد مستنقعات العراق أو مصر بسبب القصب الجيد الذي لا يهترئ سريعاً وفيه ألياف مضيئة. والقلم مصنوع من أنبوب من القصب مقطوع من الجانبين. ومثل معظم الفنانين فإن الخطاطين يهتمون بشكل كبير في مخرجاتهم الفنية، والرغبة في إيجاد مادة دائمة لقلمهم الذي استخدم في الخط العربي.

وفي بدايات القرن التاسع عشر فإن الجاويين المتجهين إلى مكة أدخلوا الأقلام المصنوعة من سعف النخيل إلى إندونيسيا وماليزيا. الخطاطون العثمانيون اعتمدوا على أقلام الجاويين التي كانت قوية للغاية.

واستخدم الخطاطون في أيام العثمانيين مواد أخرى مثل البامبو والخشب لصنع أقلام أكبر للكتابة بخط عريض أو كتابة أحرف أكبر من أجل الورق المقوى أو الأقلام الخشبية.

نوع القصب الذي استخدم في صناعة هذه الأقلام استخدم أيضاً من أجل المزمار، وعادة ما استخدم الشعراء والصوفيون ذلك أيضاً. الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي استحضر المزمار المصنوع من القصب في إحدى أشهر قصائد الشعر الفارسي الكلاسيكي. ومن أجل استخدامه في الكتابة يجب أن يكون القصب مبتلاً.

وتخبرنا بعض الروايات القديمة أن القصب يجب أن يصبح حاداً مثل نبات القنب وأن يبقى مغموراً في الماء. ويقطع القصب الموسمي من الجهة الأثخن ليُكون الطرف الذي يكتب به. ومن ثم يقلم الخطاطون طرف القصب من خلال وضع القصبة مقابل لوح مسطح صغير لإيجاد الطرف الذي سيكتب به.

ويتطلب كل نص مختلف من الكتابة حجماً مختلفاً من الأقلام وأطراف الأقلام، حيث إن تقليمها كان مهنة مخصصة لدى البعض، وكان التقطيع الجيد يعتبر نصف الكتابة. ولكتابة المخطوطات التي تعود للعهد الإسلامي، عادة ما كان يتم تقليم أقلام القصب بشكل مسطح، وأصبح القطع المائل شائعاً. ويذكر أبو حيان التوحيدي أن من الممكن تقليم القلم بطرق مختلفة سواء بشكل منحرف أو بشكل عمودي أو مائل. غير أنه كان يعتقد أن أفضل طريقة هي الشكل المنحني والمائل بدرجة متوسطة.

وكان فن الخط العربي يستهلك الوقت ومخطط له بعناية. ومنذ العصور الوسطى أوجد الخطاطون طرقاً لتحسين هذا النوع من القلم. الخليفة الفاطمي المعز على سبيل المثال قال إنه أتى بفكرة قلم الحبر الذي لا يجب أن يكون مغطساً في الحبر ولا أن يقطر الحبر.

وعقب عدة تحسينات على طبيعة القلم ابتكر الرجل القلم الذي يمكن تحريكه في اليد وجعله يميل في كل الاتجاهات من دون أن يخرج الحبر من القلم. ويجب أن يكون هذا القلم تحفة لا سيما أنه المثال الباقي على التراث القديم. وعادة ما كانت أقلام القصب تخزن في صندوق للأقلام معروفة في اللغة العربية باسم المقلمة.

ومن بين أقرب صناديق الأقلام الخشبية تعرف باسم محفظة الأقلام البرونزية وصنعت عام 1148 ونقش عليها باللغة الفارسية وكتابات عربية عن القلم والحبر. ومع مرور الوقت أصبح القلم رمزاً مهماً تصاحب مع بدايات الإسلام. وأصبح القلم رمزاً للحضارة في المجتمع الإسلامي. وفي زمن العصور الوسطى اقترن القلم مع السيف، وهو ما رمز إلى العسكرية. ويظهر الرسم الحديث حواس الخطاط ورجل السيف.

Email