مجلس الأفكار المبدعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوماً بعد آخر، ومبادرة تلو أخرى، يثبت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أنه قريب جداً من شعبه، بل أشد حرصاً منهم على التواصل معهم، فها هو يبدع الأفكار والمبادرات لفتح المزيد من الأبواب أمام الناس، وقبول اقتراحاتهم، وشكاواهم، وإجراء العصف الذهني المفتوح بلا قيود أو حواجز، تكريساً لسياسة الأبواب المفتوحة في مجالس سموه ومجالس شيوخ الإمارات التي تعود عليها شعب الإمارات منذ نشأة الدولة.

هذه المبادرة الكريمة الجديدة تمثلت بإطلاق «مجلس محمد بن راشد الذكي»، كأكبر منصة ذكية متكاملة في دبي، تضم 30 دائرة حكومية، تهدف لتلقي الاقتراحات والملاحظات وأفكار الجمهور على مدار الساعة، وإجراء جلسات العصف الذهني الذكية، وذلك بمتابعة مباشرة من سموه، وأرفقها سموه بالتأكيد على أن المجلس الجديد امتداد لنهج تعودت عليه دولة الإمارات قيادة وشعباً، فلا أبواب موصدة في وجه طالب الحاجة، ولا حواجز أمام الناصح الأمين، ولا موانع تحول دون المكاشفة والمصارحة والشفافية في أداء مفاصل الدولة، ما دام الجميع حريصين على نهضة البلاد وخيرها وتطورها، وهذا ما أبرزه سموه بمناسبة إطلاق المجلس حين قال: «أبوابنا كانت وستبقى مفتوحة، وقنوات التواصل معنا مفتوحة، واليوم نضيف قناة جديدة، ومجلساً جديداً يضم كافة الجهات الحكومية معنا، لتلقي الآراء والاقتراحات والاستماع للملاحظات»، مع التأكيد الواضح أن الهدف هو إتاحة الفرصة لكل أفراد المجتمع بمختلف شرائحه، لحضور المجلس، وتقديم الأفكار وطرح الملاحظات والنقاش، والعمل يداً بيد في عملية البناء بمشاركة الجميع.

خطوة كريمة مباركة على طريق ترسيخ نهج الشورى بين أفراد المجتمع، فالفضاء المفتوح بين القائد والشعب كفيل بأن يذيب ركام البيروقراطية التي قد تقف أحياناً عقبة أمام سرعة التطوير، وقد تحجز الكثيرين عن تقديم أفكارهم لصناع القرار، بل إن إشراف سموه المباشر على المجالس ومتابعته لجميع الاقتراحات دون استثناء لهو أكبر دليل على أن سموه يحتفي أشد الاحتفاء بالمبدعين والمبتكرين، وأصحاب النوايا المخلصة الجادين في خدمة وطنهم والبلاد التي يعيشون عليها، بل إن سموه من خلال هذه المبادرة يجعل بذكاء القائد الحصيف مسؤولية الارتقاء بالوطن ونهضته مسؤولية مجتمعية بالدرجة الأولى، وما على الحكومة إلا أن تنظر في مرئيات الناس، لتنتخب الأصلح لما فيه خدمة الوطن، لأن أصحاب هذه الأفكار هم أبناء الوطن الغيورون على كل ذرة من ترابه الحريصون على وصوله إلى أعلى المراتب العالمية.

من هذا المنطلق تظهر الحاجة الماسة إلى تحفيز الجانب المسؤول في أفراد المجتمع، نساءً ورجالاً، فلا مكان لمن لا يغار على سمعة وطنه، أو رفعته أو نهضته، أو ظهوره بالشكل الأمثل بين الدول، ولا مكان بل ولا عذر أبداً لمن يرى خللاً مجتمعياً ثم يغض الطرف ويقول كيف سأوصل كلمتي إلى من يسمعها، فاليوم من يسمع الكلمة فتح أبواب التقنيات الحديثة عبر مجالس ذكية تضم 30 دائرة حكومية، تقول للناس مرحباً بكل من يرغب بترك بصمته في سجل العاملين لمصلحة الوطن.

اليوم تقول المبادرة للناس نحن حريصون على خدمتكم، فلتكونوا حريصين على نصح القيادة والمسؤولين بمنطق المخلصين لتراب وطنهم، وتقول للعالم أجمع ها هنا شعب متناغم الأطياف والطبقات تتآزر فيها الأفكار لبناء مشروع نهضوي يقدم نموذجاً عربياً وعالمياً في التطبيق العملي للشورى والديمقراطية فجميع سكان دبي ومحبوها حول العالم، مدعوون إلى مجلس سموه الذكي للمساهمة في عملية التطوير وعلى مدار 24 ساعة، فكما قال سموه: «الأفكار ليست حكراً على أحد، وليس لها وقت محدد».

Email