السعادة في حياتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل منا يبحث عن السعادة في حياته، فرغم اختلاف البشر في مذاهبهم وأعراقهم، إلا أنهم يتفقون في هذه الغاية، وهي طلب السعادة، فهل السعادة لغز؟ وما هي سبل تحقيقها يا ترى؟.

السعادة عموماً هي الإحساس بالمتعة والانبساط، وهي تطمئن القلب وتشرح الصدر وتريح البال، وهي الرضا بكل شيء. السعادة تنبع من القلب، وهي شعور ناتج عن عمل يحبه الإنسان، أو يكون ناتجاً عن شيء قام به آخرون لشخص ما، فيجعله يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط.

ومن محفزات الشعور بالسعادة، أن يسأل كل منا نفسه ما هي السعادة، وأن يضع تعريفاته وقناعاته لهذا المصطلح، ثم يستعرض الإجابات، حتى يعرف أسباب سعادته، فإذا استنتج أن السعادة صعبة، فليحولها إلى العبارة التالية: «هي ليست سهلة، ولكنها شعور أنا مصدره».

فالسعادة مصدرها من الداخل، ولو تأملت اللحظات الجميلة في حياتك واسترجعت شريط الماضي، سترى أن تلك اللحظات الجميلة ما كانت كذلك، إلا لأنك عشت خلالها ما تحبه فعلاً، وعلى الإنسان أن يقنع نفسه بأنه قادر على إسعادها، كما يجب التحلي بصفات الإنسان السعيد، والاستفادة من الماضي والتحمس للحاضر والتشوق للمستقبل، ومواجهة الأحداث على أنها تحمل رسالة، والنظر إلى المشاكل على أنها فرص للتغيير.

ويجب أيضاً على الشخص أن يكون إيجابياً ومطوراً لذاته ولعمله، وأن يحسن التعامل مع نفسه ومع الغير.

أحياناً، تبدو السعادة وكأنها شيء مبالغ فيه، وأحياناً نندهش من وجود أشخاص سعداء بيننا، وقد ينتابنا شعور بأنهم يمتلكون عصا سحرية، تحقق أحلامهم وتجلهم سعداء، لكن الحقيقة ليست كما نتصور، فسعادتهم يمكن أن تنتج من أبسط الأشياء. ومن أهم قواعد السعادة التي تضعك في خانة السعداء:

أولاً: عش ببساطة مهما علا شأنك، أي أنه لا يجب أن ترفع سقف الآمال حتى لا تصاب بالإحباط وعدم الرغبة في الاستمرار في حالة الفشل.

ثانياً: عش اللحظة، أي عش اليوم بيومه، فلا تضيع وقتك في البكاء والتحسر على الماضي، الماضي مضى، والمستقبل لم يأتِ بعد، أما الحاضر، فهذا الذي يجب أن نعيشه ونستمتع به.

ثالثاً: كن متفائلاً، وتوقع خيراً مهما كثر البلاء، وأحسن الظن بربك، فلا تستسلم ولا تمِل للتشاؤم، وقل دائماً: «كل شيء سيكون على ما يرام».

رابعاً: أعط كثيراً ولو حرمت كثيراً، فتقديم يد العون للآخرين، يعود علينا بالنفع، ويمنحنا إحساساً بالرضا عن النفس والارتياح، وحقيقة أنك شخص نافع، يدخل السرور إلى القلب.

خامساً: السعادة لا تُشترى بالمال، قد يضمن لك المال التجول بحرية والسفر حول العالم وشراء الملابس الغالية، ما يمنحك السعادة التي تبحث عنها، لكن المال لا يشتري الرضا، وغياب الرضا يعني غياب السعادة.

سادساً: استمتع بكل صغيرة وكبيرة في حياتك، ولا تتركها تنفلت من بين يديك، بل استمتع بكل شيء متاح، مهما كان صغيراً أو عابراً.

سابعاً: لا تخشَ التغيير، بل حاول الاستفادة من أي ظرف تتعرض له، سواء كان سيئاً أو جيداً، فهذا قد يقلب حياتك رأساً على عقب.

أحياناً ترتبط سعادة الفرد بسعادة من حوله أو بشريك حياته، فمثلاً، في العلاقات الزوجية، نجد البعض منها يتبع منحى الفشل، بسبب عدم رضا أحد الطرفين، أو بسبب أخطاء صغيرة تقتل الحياة الزوجية، لانعدام الاستقرار والسعادة. ولتجنب هذه الأخطاء والهفوات، إليك سيدتي بعض النصائح، تستطيعين من خلالها تحقيق السعادة الزوجية، لأنك أساس بناء الأسرة:

تجنبي سيدتي كثرة السخط وقلة الحمد، فكثير من النساء، إذا سئلت عن حالها مع زوجها، أبدت السخط وأظهرت الأسى، عليك أن تدركي أن شكر زوجك والثناء عليه في حضوره وغيابه، يزيد اعتزازه بك، وعلى الأزواج أن يدركوا أن كلمات الشكر والتقدير بينهما، تؤثر في أبنائهما، فيعتادونها في حياتهم.

تجنبي كثرة المنّ، فمن النساء من تقوم بخدمة زوجها وتقدم كل ما تستطيع تقديمه مادياً أو معنوياً، ثم بعد ذلك تمن عليه وتذكره بأفضالها عليه.

تجنبي إفشاء الأسرار، فكلا الزوجين مطالب بكتمان أسرار زوجه وبيته. ثم إياك والالتزام بالصمت في وجود الزوج، فالصمت يقتل الحياة الزوجية. ومن الطبيعي أن تهتمي بأمور المنزل من طبخ ونظافة وتربية الأبناء، لكن هذا لا يمنع بتاتاً أن تكوني بمظهر متألق في بيتك.

ومثلما للمرأة دور كبير في إسعاد الأسرة، للزوج أيضاً أثر في كبير في تحقيق السعادة الزوجية، عليه أن يفهم الحالة النفسية للزوجة، وإبداء اهتمامه وتقديره لها، لتشعر بالطمأنينة والاستقرار.

هذه فقط بعض من قواعد السعادة، لكي يشعر الإنسان بشيء من الطمأنينة والاستقرار في حياته، فلا حاجة لاعتبار السعادة أمراً معقداً أو مستحيلاً، هي بسيطة جداً وفي متناول الجميع.

Email