فلسطين قضيتنا جميعاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال الفلسطينيون يعيشون صراعاً يومياً مع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا يزالون محرومين من أبسط متطلبات الحياة الطبيعية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. وقد عانت دولة فلسطين الشقيقة، الأمرّين منذ عقود طويلة من الزمن من قهر وحصار دمار وتعسف واغتصاب أراضيها الغالية، إلى حد لم تعد معه مشاهد العنف جديدة على يوميات الفلسطينيين.

وتشهد الأراضي الفلسطينية، لا سيما مدينة القدس المحتلة، تصعيداً كبيراً من الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، تحول إلى مواجهات دامية، استشهد فيها أكثر من 25 فلسطينياً، من بينهم نساء وأطفال. وتصاعدت وتيرة العنف والتهويد في القدس بشكل دفع الفلسطينيين إلى الانتقام بمسيرات غضب، وعمليات طعن ودهس فردية، قابلها الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي وقتلهم بدم بارد، إلى جانب شن حملات اعتقالات واسعة ضدهم، طالت أطفالاً وفتيات.

إن الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون، والهجمات الوحشية والإرهابية التي يقومون بها ضد الفلسطينيين العزّل، والتي أدت إلى استشهاد عدد منهم، وإصابة أكثر من ألف شخص، بينهم إصابات مباشرة بالرصاص الحي والمطاطي، تستدعي تحرك المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، لتوفير الحماية للسكان المدنيين..

بما يتفق مع أحكام القانون الدولي الإنساني، لوضع حد للجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، ومواجهة تصاعد أعمال العنف التي ينفذها الاحتلال وجيشه ومستوطنوه في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في مدينة القدس، بشكل أصبح أكثر خطورة، ومثيراً للقلق، حيث إن الأوضاع تتفاقم يوماً بعد يوم، ما قد يؤدي إلى انفجارها، بحيث تمتد موجة الغضب الفلسطيني إلى المنطقة برمتها.

وقد ازدادت وتيرة العنف، التي اعتاد عليها الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذها ضد الفلسطينيين دون رقيب، باقتحامات متكررة للمسجد الأقصى المبارك، وإشعال النيران فيه، وتدنيس المستوطنين لحرماته، إلى أن أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حربه ضد راشقي الحجارة، بتشديد العقوبات وأساليب التعامل معهم، مروراً بالعديد من عمليات الطعن والهجمات التي أسفرت عن عدد من الشهداء.

جميعها مراحل وصلت إلى وضع أكثر تطوراً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الأيام الأخيرة، والذي من شأنه أن يكون شعلة لانتفاضة فلسطينية ثالثة، حيث تصاعد التوتر بين الطرفين، وزادت من حدته الاشتباكات التي وقعت بعد تزايد اقتحام المتطرفين اليهود لحرم المسجد الأقصى وباحاته، ومنع شرطة الاحتلال، الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، من دخول المسجد للصلاة..

ضمن مخطط الاحتلال تقسيمه زمانياً ومكانياً، ما أخرج الصراع من أسوار الأقصى، حيث تصاعدت احتجاجات الغاضبين في مختلف الأراضي الفلسطينية ضد الممارسات الإسرائيلية، وتمددت رقعة المواجهات بين الشبان والشابات والأطفال، وجنود الجيش الإسرائيلي. تلك التطورات الخطيرة، أثارت موجة قلق من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، مصحوبة بتداعيات خطيرة على منطقة الشرق الأوسط.

دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي موقف ليس جديداً، واستكمالاً لدعمها ومساندتها المستمرة للقضية الفلسطينية، بوصفها قضية العرب جميعاً، دعت إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، لبحث الانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في حق دولة فلسطين.

وطالب مندوب الإمارات الدائم لدى الجامعة العربية، محمد بن نخيرة الظاهري، خلال ترأسه أعمال الدورة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية، التي عقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، المجتمع الدولي، بتحمل مسؤولياته ضد تلك الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مندداً بخطورة ما ترتكبه من جرائم واعتداءات غاشمة بحق الشعب الفلسطيني، وشدد على أن فلسطين ستبقى قضية العرب الأولى، والمحرك للأمن والسلم الدوليين، سواء في المنطقة أو العالم.

فإلى متى هذه المعاناة التي يعيشها شعب أعزل، لا يملك سوى صمود أبنائه في مواجهة المحتل، مع قليل من الدعم الخارجي لاستمراره وبقائه، هذا الشعب الأبيّ، الذي أصبح يفكر كل يوم في كيف ستكون معاناته غداً، بدلاً من أن يفكر في بناء مستقبل أفضل لجيل فلسطيني قادم. فكفى استهتاراً بقضية الشعب الفلسطيني، وليتحرك المجتمع الدولي في أسرع وقت، لإيجاد الحل والدعم اللازمين.

 

Email