شهداؤنا البواسل فخر الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختلطت المشاعر بين الفخر بالشهادة، والألم على فقدان أبطال شجعان، قدموا أرواحهم تلبية لنداء الوطن ونصرة الأشقاء العرب في اليمن، الذين يعيشون هجمات متواصلة من الجماعات الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدول الخليجية لأغراض تحركها نفوس مريضة، وشهداء قواتنا البواسل ذهبوا لنصرة المظلومين وتأدية الواجب الوطني، وضربوا أمثلة في الفداء والتضحية دفاعاً عن الأمة العربية.

فكلنا فخر واعتزاز بالتضحية التي قدمها الشهداء المشاركون في قوات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بما يعرف بـ «إعادة الأمل»، فهم كانوا مدركين لأبعد حد بالقضايا العربية وضرورة الدفاع عنها، وكذلك ضرورة الدفاع عن الكرامة والشرعية في اليمن الشقيقة، فشرفوا وطنهم وعروبتهم وأسرهم بما قدموه من تضحيات..

وهذا ما يجعلنا نتفاخر بين الشعوب بوجود أبنائنا في الصفوف الأولى لتحقيق النصر بكل إصرار وعزيمة، وما يزيدنا شرفاً، أن الله انتقاهم ليكونوا شهداء في جنات الخلد بين النبيين والصالحين، فشهداؤنا قد سجلوا بدمائهم أسمى معاني الانتماء للعروبة، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً، سباقة في إغاثة المكلوم والمظلوم أينما كان، حتى لو وصل الأمر إلى دماء أبنائها.

ولطالما كانت دولتنا مع إخوانها العرب في كل مراحلهم، وتمد يد الخير والعون، وتقوم بدور وساطات الصلح ولم الشمل.

إن استشهاد جنودنا البواسل يزيدنا إصراراً وعزيمة على إتمام المهمة، وأرواحهم ودماؤهم تزيدنا التزاماً بإعلاء راية العز في المنطقة، وسوف يواصل التحالف عملياته بكل عزم وإصرار، لردع المتمردين والداعمين لهم في محاولتهم لزعزعة استقرار المنطقة، وهذا ما أكده، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن أبناء الإمارات ثابتون في المضي بطريق إزاحة الظلم والضيم عن إخواننا اليمنيين، مشيراً إلى أن الوطن برمته يعيش روحاً جديدة بتضحيات شهدائنا الذين نحمل لهم في أعماقنا الاعتزاز والتباهي بعطائهم النبيل.

وإيماناً منه بالعمل الشجاع الذي قام به شهداء الإمارات، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، وعدد من الشيوخ الكرام، على مواساة أسر وذوي الشهداء، من خلال زيارتهم لمجالس العزاء في كل إمارات الدولة.

كما أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإنشاء مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي العهد في أبوظبي، ويعنى بشؤون أسر شهداء الوطن، ومتابعة احتياجاتهم، بالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى في الدولة، وتقديم الدعم اللازم لأسر وأبناء الشهداء، وتأمين كافة أوجه الرعاية والاهتمام بهم، تقديراً لدور شهدائنا وما قدموه من عطاء في سبيل الوطن، وهذا ما يعكس معاني التلاحم بين الشعب الإماراتي وقيادته الرشيدة.

فالعناية بأسر الشهداء وذويهم، أصبحت مسؤولية وطنية، وهي أقل ما يمكن تقديمه كرد جميل لهؤلاء الأبطال، الذين سطروا ببطولاتهم أعظم صفحات العز والفخر للوطن وشعبه، وهذا من الغرس الطيب الذي غرسه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس أبنائه وشعبه، فهو الذي علمنا أن الوطن هو أغلى ما يملكه الإنسان، وفي سبيله ترخص الأرواح.

وباستشهاد أبطالنا، رحمهم الله، أثبتنا للعالم قوتنا وصلابتنا كشعب وقيادة وجيش شجاع، رغم صعوبة الجرح وقوة الفاجعة، فوقفنا وقفة رجل واحد، صابرين مؤمنين بالله، وملتحمين مع قيادتنا، وتسارعنا إلى المستشفيات للتبرع بالدم، فهذه من شيمنا التي تربينا عليها، وألفناها من آبائنا وشيوخنا حفظهم الله.

نحن لن ننسى شهداءنا، وأسماؤهم سوف تبقى محفورة في ذاكرتنا، صحيح أنهم فارقونا وغادروا هذه الدنيا، لكن مع ذلك منحونا الثقة في أنفسنا أكثر وأكثر، فسلام الله على شهدائنا الأبطال، الذين أهدوا للعروبة مجداً لن تغيب شمسه، وحفظ الله وطننا، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله ورعاه.

 

Email