مَن قال إن الحق يُحجب؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن كان هناك شيء اسمه إعلام كان لا بد لكي يحيا أن يقترن بالمصداقية، وإلا فإنه سينمو كالطفيليات المؤذية يترعرع في الظلام ويخاف من نور الحقيقة، وربما يؤثر شيئاً ما هنا أو هناك لكنه سرعان ما سيتلاشى لأنه غير قابل للحياة أصلاً.

فالإعلام الصادق يصنع المواقف ويتمسك بها لأنه لا يقبل اللون الرمادي في قضايا الجماهير، ويحمل رسالة تقول للناس نحن أمناء على نقل الحقيقة، ولن نرضى بأن نكون أبواقاً خادعة تسوق الظلام في مزاد المصالح، وتنثر الفساد على موائد الرغبات والأرباح، أو يغمض عينيه عن بعض القضايا خوفاً أو تستراً أو بأي دوافع أخرى.

هذا ما نعرفه عن فلسفة الإعلام في دولة الإمارات التي استطاعت التماهي في مواقفها مع مصداقية المبادئ التي تحملها، وأتاحت لإعلامها الحر المنبر الواسع لكي تعبر عن ثوابتها، ونصرتها لقضايا أمتها، وبادلها الإعلام صدقاً بصدق، فكان منادياً ومعبراً عن مواقف الدولة المخلصة المساندة لحقوق الشعوب والداعمة لشرعية الدول، البعيدة عن أهواء الجماعات المتطرفة والإرهابية، لأنها تعلم أن الحق لا بد أن ينتصر، وأن الكلمة الصادقة لا بد أن تصل مهما حجبتها الأهواء ومنعت وصولها الأماني الخائبة.

قبل أيام حجبت جماعة الحوثيين الإرهابية الموقع الإلكتروني لجريدتنا الغراء «البيان» في موقف بائس مهزول يقول للعالم أجمع إنهم لم يعودوا قادرين على رؤية ضوء الشمس فلا مناص إلا محاولة إخفائها لعل الظلام يعطيهم شيئاً من الانتصار، أو فرصة لنشر أوهامهم وأكاذيبهم، ولم يعلموا أن أشعة الحقيقة ستصل شاء من شاء وأبى من أبى، وستنقل الإمارات بإعلامها المبادر لأشقائنا أهل اليمن الأمل الفكري كما تحمل لهم هذه الأيام عودة الأمل الأمني والسياسي والاقتصادي.

إن موقف الإمارات الداعم للشرعية والمساند لحقوق الشعوب ثابت بثبات مبادئها التي لا تقبل المساومة، وهو ما تؤمن به قيادتنا الرشيدة وما توارثته الأجيال، وما تسلّح به شباب الوطن الذين اختلطت دماؤهم بدماء أشقائهم العرب في إعادة الآمال لأبناء اليمن الشقيق بعد أن سلبت حريتهم على يد مليشيات مأجورة وعصابات مرتزقة، ووقفت دولتنا إلى جانب مصر الشقيقة حتى تنتصب على قدميها وتعود بألقها إلى الصف العربي والوزن الإقليمي المعروف عنها.

هذه المواقف يعرفها أبناء العرب وهم الذين وجدوا في رحاب الإمارات وأهلها الأخ المخلص الذي لا تتأخر يده عن مساندة أخيه، ولم يعهدوا من أبناء الإمارات إلا الخير لجميع العرب، والمبادرة في نصرة قضاياهم المشروعة، ويقف معها على النسق ذاته الإعلام الإماراتي الذي عاهد نفسه على أن يتعاطى مع قضايا الأمة العربية بمصداقية وشفافية بعيداً عن أي حسابات، وأن يكون خير معين للشعوب العربية في التصدي للإرهاب وصنّاعه الذي آذنت ساعة زواله لأنه جسم غريب على أمتنا وديننا ومبادئنا وثوابتنا.

إن إكبار الإعلاميين العرب الأحرار لمواقف الإمارات وإعلامها يدلل على مصداقية النهج الذي ننتهجه في قضايانا المصيرية، ويزيدنا إصراراً في أن نبقى على هذا النهج القومي العربي الإنساني؛ لأن هذه المواقف هي الخالدة في ضمير الشعوب، ولن تنال من مبادئ الخير أحلام المتسلقين، ولن يقلل من قيمة جهود المخلصين ترّهات المغرضين، وكلما أسكت الطفيليون صوتاً من أصوات الحق خرجت عشرات الأصوات، لأن النفوس السوية تظل ظمأى للحق والحقيقة.

«نبارك» لصحيفتنا محاولة إسكاتها من الإرهابيين لأنها أكبر شهادة بأنها صوت الاعتدال والحق والحقيقة، وستظل دولتنا بقيادتها الرشيدة وأبنائها البررة وإعلامها الحر حارسة لقيم الإسلام الحنيف وقضايا الشعوب الشرعية ومبادئ الأخوة العربية.

 

Email