الإمارات لا تمييز ولا كراهية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة كل الحرص على تأمين السِلْم والأمن المجتمعي، وقطع الطريق أمام أية ممارسات من شأنها أن تعوق ذلك، ولطالما كانت دولة الإمارات أرضاً للسلام والسماحة والوئام بين مختلف الأجناس والأعراق، على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يسير عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بجعل الإمارات واحة عالمية لالتقاء سائر الأجناس، دون تقليل من شأن أحد والاستهزاء بعقيدته أو دينه أو مذهبه أو مستواه الثقافي.

وبذلك، فقد أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، مرسوماً بالقانون رقم ٢ لسنة ٢٠١٥ بشأن «مكافحة التمييز والكراهية» الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة جميع أشكال التمييز، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.

ووفقاً لنص المرسوم فإنه يتم تجريم كل من يقوم بالإساءة إلى الأديان أو إحدى شعائرها أو مقدساتها أو تجريحها أو التطاول عليها أو السخرية منها أو المساس بها، كما يجرم القانون التعدي على أي من الكتب السماوية بالتحريف أو الإتلاف أو التدنيس أو الإساءة بأي شكل من الأشكال، إلى جانب تجريم التخريب أو الإتلاف أو الإساءة أو التدنيس لدور العبادة أو المقابر.

هذا القانون يعتبر رادعاً لكل من تسول له نفسه التحريض على الكراهية والعنصرية، كما أنه سيكون بمنزلة حماية للمجتمع من الأفكار المشوهة وخط الأمان الذي يمنع نشر الأفكار التي تحض على الكراهية والتمييز، والتي لا تنتمي إلى دولة الإمارات التي يتعايش فيها الناس من مختلف الجنسيات في أرقى صور المساواة والترابط الاجتماعي، بحيث تحتضن الدولة أكثر من مئتي جنسية.

كلهم ينعمون بالرزق والسلم والأمان، ولكي تكتمل هذه الصورة وتحمى بسياج قوي كان من الطبيعي أن تلتفت القيادة الرشيدة إلى ذلك، وتصدر هذا القانون ليشعر كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة بالفخر والاعتزاز والأمن والأمان، في جو من التناغم والتوافق التام بصرف النظر عن اختلاف الثقافات والأديان والمذاهب.

قانون «مكافحة التمييز والكراهية» الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، قد جاء في الوقت المناسب بعد تصاعد خطر الجماعات المتطرفة التي تسعى إلى إثارة النزاع بين الثقافات والحضارات والأديان، الشيء الذي يمثل تهديداً للأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويؤدي إلى التفرقة والتعصب والصراع، ما يزيد من التوتر الذي ينجم عنه صراعات حول العالم، تؤخر المجتمعات سنوات طويلة، وتحول دون تقدمها وازدهارها.

إن القانون الجديد يتطرق إلى إحدى الظواهر التي أصبحت تهدد التعايش بين الحضارات والديانات المختلفة، والتي تتمثل في الإساءة إلى الرموز والأديان السماوية، والتطاول عليها وما ينتج عنها من تصاعد خطاب الكراهية الدينية، وخلق النزاعات العنصرية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.

فرؤية قيادتنا الرشيدة تقوم على مواجهة مختلف مظاهر التعصب والتطرف أياً كان مصدرها، والعمل على ترسيخ مظاهر السلام والوئام والأمن إقليمياً ودولياً، وهي رؤية تعبر عن الحوار الحضاري والتعايش بين الثقافات والديانات وتؤمن باختلافها وتنوعها.

إن الشغل الشاغل لحكام دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ نشأتها، هو بناء الإنسان وتسخير كل الإمكانات من أجل تحقيق الرفاهية للشعب، وحماية كل فرد يعيش على هذه الأرض الخيرة، وحفظ حرياته الشخصية وكرامته، ليكون له دور فعال في مسيرة التطور التي تشهدها الدولة في جميع المجالات.

ومن حكمة الله تبارك وتعالى أن جعل حب الأوطان فطرة متأصلة في الإنسان، متعمقة في القلب والوجدان، فنسأل الله العلي العظيم أن يديم علينا نعمة الأمن والرخاء والتقدم والرقي في ظل قيادتنا الرشيدة، ويحفظ دولتنا من كيد الكائدين، ويحفظ حكامنا وولاة أمرنا أطال الله أعمارهم، ويمدهم بالصحة والعافية، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حامي نهضة الوطن.

 

Email