الابتسامة تحلّي أيامنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

مضى شهر الخيرات وأقبل يوم المسرات والسعادة، ومن لطف الخالق بخلقه أن وهبه هذا اليوم ليسعد فيه ويبتهج، وحرم الله صيامه إيذاناً بإعلان الفرح والجهر بالسعادة وإظهار المسرات بمختلف العادات، ففي العيد ينشرح الصدر وتتآلف النفوس ويزيد كرم الكرماء وتكثر عطاياهم، وفي العيد تتصافح الأيدي وتعلو الشفاه البسمة، فسبحان من جعل الفرحة والبسمة عنواناً لهذا اليوم المبارك،.

ورحم الله من ساهم في رسم الابتسامة على وجوه الاطفال واليتامى والأرامل وكبار السن وإخواننا الفقراء، فللفقراء نصيب من تلك السعادة، ولهم الحق أن ينعموا بما تنعم أنت به، فالسعادة في هذا اليوم للجميع، وليست حكراً على أحد، فلا تحرم نفسك ولا أهلك ولا إخوانك وبادر بإدخال السرور على قلوبهم حتى ولو بابتسامة.

فالابتسامة عنوان التفاؤل والأمل، وعلامة الاطمئنان والفرح كما أنها علامة للصداقة والمحبة بل هي مفتاح القلوب لما لها من أثر يذهب الأحزان ويصفي النفوس ويكسر الحواجز بين الناس، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه أخيك صدقة » ففعلاً الابتسامة بشاشة للوجه ومدعاة لإدخال السرور للنفس والتآلف بين الناس دون النظر إلى أجناسهم أو أعراقهم، فما أحوجنا إليها في ظل ما نعيشه من ضغوطات نفسية وأخرى اجتماعية.

فلاشك أن الإنسان تحيط به مجموعة من الهموم والأحزان في حياته اليومية والجهد والتعب والمشاكل المعقدة مما يستدعي اختراق ظلمتها بشيء من الابتسامة والدعابة، فالبلسم الناجع في الترويح عن النفس وتخفيف الآلام عن الإنسان هو رسم الابتسامة على شفتيه بضحكة أو دعابة بريئة وابتسامة مشرقة.

وتعد الابتسامة إحدى لغات الجسد التي منحها الله للإنسان ووسيلة من وسائل الاتصال غير اللفظي لدى الكائن البشري ووسيلة للتعبير عما يجول في خاطر الإنسان تجاه أخيه، وهي تعبير صادق ورونق جمال وإشراقة أمل تميز بها الإنسان عن باقي الكائنات الحية لتضفي على وجهه الراحة والانشراح.

ومن فوائد الابتسامة أنها سبب في كسب مودة الناس ومحبتهم كما أنها تبعث على الاطمئنان بين الناس وتصفي القلوب من الغل والحسد وتجدد النشاط، وهي مظهر من مظاهر حسن الخلق التي يدعو إليها الإسلام، وباب من أبواب الخير والصدقة، لذا ينبغي على المرء أن يتبسم ويحسن خلقه.

ومن الناحية الطبية فقد أثبت العلماء أن الجانب الإيمن من المخ يحتوي على الأحاسيس والانفعالات التي تساعد الشخص على الضحك، والذي يعتبره الطب من أهم التمرينات الرياضية للجسم بصورة عامة وللقلب بصورة خاصة، حيث إن الضحك يعمل على زيادة نسبة بنية القلب، وقد إجريت أبحاث كثيرة عن تأثير الضحك على القلب بشكل مفيد، والضحك يحرك عضلات البطن والصدر والكتفين وكذلك ينشط الدورة الدموية والضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق.

والابتسامة تحفظ للإنسان صحته النفسية والبدنية وتساعده على تخفيف ضغط الدم، وتزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوطات النفسية كما أنها تساعد المخ على الاحتفاظ بكمية كافية من الاوكسجين فضلاً عن أن الابتسامة تزيد الوجه جمالاً وبهاء.

ما أجمل العيد،، فابتهجوا وافرحوا وادخلوا السرور إلى بيوتكم وبيوت المسلمين وما أجمل ديننا الذي يؤجر فيه الإنسان على إظهار فرحته في العيد، فلا تبعدوا العيد عن إطاره الذي يكمن في الفرحة، والسعادة ، ولنكن متسامحين ولنحاول أن نزرع الابتسامة في كل الوجوه، ولنصافح كل من أساء إلينا ولنعانق من نحب ولنساعد إخواننا المحتاجين للاحتفال معنا، ولنتذكر أن ديننا الحنيف جعل من أجر الابتسامة مثل أجر الصدقة لذا فليكن عيدنا بالابتسامة أحلى.

 

Email