لماذا يخسر الديمقراطيون في أميركا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال دوق ولينغتون عن انتصاره بفارق بسيط على نابليون في معركة واترلو إن الفرنسيين «جاءوا بالطريقة القديمة نفسها، ودحرناهم بالطريقة القديمة نفسها». وشيء من هذا القبيل حصل للديمقراطيين في الانتخابات النصفية العام الماضي، حيث خسروا مجلس الشيوخ، وبضعة مقاعد إضافية في مجلس النواب وحكام إضافيين.

 وقد جاءوا بالاستراتيجية القديمة نفسها، لكن هزموا هذه المرة. ختار الرئيس الأميركي باراك أوباما والديمقراطيون عدم الدفاع عن سجل الإدارة على مدى السنوات الست الماضية.

في السياسة الخارجية، لم تؤيد جوقة الديمقراطيين مزاعم أوباما لعام 2013 بأن تلك الفترة الفوضوية في شؤون العالم كانت الأوقات الأكثر استقرارا في الذاكرة الحية. ولم يصر سناتور ديمقراطي واحد على أن إعادة ضبط أوباما للسياسة الروسية هدأت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

والديمقراطيون لم يجادلوا بأن أوباما كان على حق في النأي بالولايات المتحدة عن إسرائيل.

هل كان بإمكان المرشحين الديمقراطيين الإشارة إلى الشرق الأوسط، من إيران والحرب الأهلية في سوريا وانهيار العراق ما بعد خطة زيادة القوات الأميركية وصعود تنظيم «داعش»، لتأكيد تشخيص أوباما بأن معظم هذه المشكلات يمكن التحكم بها؟

على الجبهة الداخلية، لماذا لم يعمل المرشحون الديمقراطيون أنفسهم على التأييد الساحق المسبق لقانون الرعاية الصحية بأسعار مقبولة، الذي مر دون صوت جمهوري واحد؟ هل كان بإمكانهم إبلاغ الناخبين أنه في وقت ما في المستقبل، سيخفض قانون «أوباما كير» بالفعل، كما وعد، العلاوات والخصومات، ويقلص العجز، ويوسع التغطية، ويضمن أن الناس سيمكنهم الحفاظ على الخطط والأطباء؟

في عام 2009، كان مجلس النواب الديمقراطي قد صوت على تمرير مشروع قانون لتحديد «سقف ومبادلة انبعاثات الكربون» تحت توجيه أوباما، لكنه لم يبرم من قبل مجلس الشيوخ؟ لماذا لم يتعهد المرشحون الديمقراطيون بتمريره في عام 2015؟ أو أن يعدوا برفض خط أنابيب «كيستون أكس إل» إلى الأبد؟ أو أن يتعهدوا بالحفاظ على أجندة أوباما الخاصة بكبح أسعار الإيجارات الفيدرالية الأخيرة للتنقيب عن النفط والغاز؟

اختار الديمقراطيون بشكل مفهوم تجاهل ما كانوا قد صوتوا عليه في الماضي، بالإضافة إلى تجاهل ما كانوا على استعداد لدعمه في المستقبل.

فلماذا بعد تحقيق نجاحات سابقة، تناثر في النهاية هجوم أوباما على العرق والطبقة والجنس؟

ظن الناخبون غير الراضين بأن الاقتصاد الضعيف، و«أوباما كير»، وانهيار السياسة الخارجية الأميركية، وفضائح الحكومة والتعامل غير الكفء مع كل شيء من «داعش» إلى «ايبولا»، كانت القضايا الحقيقية. ورفض الديمقراطيين الاعتراف بها لم يمح تلك الإخفاقات.

ولم يعتقد الأميركيون أيضا أن الجمهوريين كانوا يشنون الحرب على الأقليات والنساء، خصوصا وأن الجمهوريين لم يستحوذوا على مجلس النواب إلا منذ عام 2011، وكانوا خارج السلطة في مجلس الشيوخ والرئاسة الأميركية منذ عام 2009.

بعد ثلاث جولات انتخابية، اكتشف الناخبون أخيرا أن عيوب أوباما لم تكن في السماء، لكن في نفسه. ويبدو أنهم تعبوا من عملية الإلهاء المعتادة عن سجل رئاسي كئيب.

وافترض الجمهوريون أن أوباما كان دوما هو القضية، وترشحوا ضد سياساته، لكنهم بالكاد قدموا أجندة بديلة شاملة. ولقد نجح الأمر، لكنه ترك سؤالاً دون إجابة.

في واترلو، لم يكن واضحا تماما ما إذا كان الجنود البريطانيون في جيش ولينغتون فازوا بالمعركة، أو محاربو نابليون أخفقوا في اقتناص الفرصة.

وبالطريقة نفسها، هل أجندة الجمهوريين حققت لهم الفوز أخيراً، أم أن الديمقراطيين الذين يمكن التنبؤ بتصرفاتهم قد خسروا؟

 

Email