الاختيار

تستطيع أن تكشف شخصية الإنسان من طريقة اختياراته في الحياة، فلو دعوت أحدهم على وجبة طعام تستطيع تكوين فكرة عن شخصيته من نوعية وطريقة طلبه للطعام، وتستطيع ان تحدد بعضاً من ملامح شخصيته، لذلك دعوات غداء أو عشاء عمل تساعد على التعرف على هوية الأشخاص الذين نتعامل معهم، كما إن اختيار الأفراد لمرافقتنا في السفر يساعد على أن نكتشف عن قرب ملامح تكون غائبة عنا فيهم، كم تغيرت نظرتنا لأناس كنا نظن أننا نعرفهم ولكن اكتشفنا جوانب عميقة وجميلة لم نكن ندركها أو تكون صفاتهم على النقيض. أيضاً اختيار الإنسان لشريك الحياة، يكشف جوانب حقيقية فيه، ومن يترك هذا الاختيار للآخرين، ينوبون عنه في تقرير المصير لا أظن انه يصلح أن يكون شخصاً متخذاً للقرار، أو قيادياً في حياته، قد يطلب المساعدة في الاختيار والنصيحة والمشورة، ولكن من الخطأ أن يترك الأمر بالكامل، فالإنسان مسؤول عن اختياراته، إن لم يستطع الفرد منا اختيار شريك للحياة، ولا يعرف كيف يتعامل مع الطرف الآخر، فكيف له أن يختار مساعديه من الموظفين والعاملين وكيف له أن يختار أصدقاءه وزملاءه، كيف له أن يقرر مصير المؤسسة ويتخذ قرارات العمل التي تكون مصيرية وحاسمة... وإن أخطأ الإنسان في اختيار شريك الحياة عليه أن يتحمل كامل المسؤولية ول ايلقي باللوم على الآخرين أو الظروف.. فأنت المسؤول عن الاختيار.