أعراس الإعلام في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عرس إعلامي عربي تحتضنه دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبدأت فعالياته أمس لتنتهي اليوم وينطلق من ورائها مشوار التأصيل الإعلامي العربي تحقيقاً لروح شعار المنتدى في تبني اتجاهات جديدة في الإعلام والخطاب الإعلامي..

وشارك فيه ثلة من كبار وأبرز الوجوه الإعلامية العربية والعالمية، ونخبة من الخبراء والمتخصصين في القطاعات الإعلامية المختلفة، والمحلّلين وروّاد الفكر ورموز الثقافة وكبار الكتّاب والصحافيين بل وحتى نخبة من أبرز السياسيين على مستوى المنطقة العربية والعالم، للعلاقة الوطيدة التي لا تنكر اليوم بين السياسة والِإعلام ومطبخي صناعة الخبر وصناعة القرار وتأثير كل واحد في الآخر لا يخفى على أحد.

هذا العرس الإعلامي العربي في دبي تزامن مع ذكرى مباركة لمولود إعلامي عتيد أتم عمره الخامس والثلاثين في خدمة الكلمة والخبر وهو صحيفة «البيان» الغراء التي انتصف عَقدها الرابع واكتمل عِقدها الرائع في الموازنة بين المعلومة والتقنية والمعززات الصحفية لخدمة الأخبار عبر توظيف نشط مؤثر بين الكلمة الموزونة والصورة المعبرة يدعم ذلك تسخير مميز لفن الإنفوجرافيك واستقطاب نخبة من الكتاب العرب والمحليين الذين وجدوا فيها منبراً حراً متعدداً غير مؤطر يرحب بالرأي والرأي الآخر لخدمة الحقيقة في صحيفة ورقية بلا ورق، والتي نتمنى لها المزيد والمزيد من التألق والتجدد والاكتمال.

دبي إذاً في بؤرة الفكر الإعلامي هذه الأيام، وهي التي كانت ولا تزال على الدوام تضع الاهتمام بالشأن العربي في بؤرة اهتمامها، لتحقق اليوم من خلال هذا المحفل الإعلامي العربي النخبوي المميز الرسالة الحضارية الإنسانية في خدمة الإعلام للإنسان وكيفية تناول مفردات هذا الإعلام من زوايا جديدة، تضع الإعلاميين والمسؤولين عن هذا الفن الإنساني أمام مسؤولياتهم تجاه مجتمعاتهم، بتسليط الضوء على النماذج الملهمة والقضايا الإيجابية التي تشحذ الهمم وتستنفر الإبداع في عالمنا العربي.

حلقة جديدة من حلقات النضج الإعلامي يقررها منتدى الإعلام العربي في دورته الرابعة عشرة وهو يحرص على وضع الأمور في نصابها الحقيقي، وذلك بدا واضحاً من خلال المواضيع التي تناولها ولا يزال المنتدى بانتظار نتائجه الختامية وزبدة القول فيها، ومن خلال أيضاً طريقة التعاطي مع فنون الإعلام الحديث وإعطاء بعضها الحجم الإنساني الحقيقي لها، من خلال عناوين جريئة لفت النظر فيها مثلاً ما تناولته إحدى الجلسات الحوارية بعنوان «وسائل التباعد الاجتماعي»، عوضاً بالطبع عن المسمى المتداول لها وهو وسائل التواصل الاجتماعي..

في إشارة دلالية يحملها العنوان تؤكد فيها أن هناك نوعاً جديداً من الانعزال الاجتماعي نتيجة الاستخدام المفرط لوسائل التواصل، ليس فقط انعزال المتواصلين بعضهم عن بعض عبر انشغالهم في الفضاء الالكتروني بل ربما انعزال هذه الوسائل في جملتها عن واقعها الحقيقي من خلال العيش في عالم افتراضي يفاقم أمراض المجتمع أكثر مما يساهم في حلها، ويزيد في ثغراته أكثر مما يرأب في صدوعه. هذه القضية المهمة هي إحدى وقفات المنتدى ونجد من الوقفات أيضاً قراءة في واقع ومستقبل العالم العربي في مختلف المجالات..

من منظور متفائل هذه المرة بأن دولنا العربية قادرة على اللحاق بركب الحضارة الكونية والمشاركة في الانجازات العلمية والابتكار، ومستقبل الإعلام العربي في ظل هيمنة التعبيرات اللغوية الجديدة السائدة في الإعلام الاجتماعي وتأثيرها على اللغة العربية الصحيحة، وغيرها الكثير.

نظلم الحقيقة إن قلنا إننا وقفنا على أبرز محاور المنتدى، فهو أكبر بكثير من هذه الوقفات المهمة، إنه بلا شك مشروع إعلامي نهضوي عربي، يقف اليوم فتياً لينهض بالأمة ويعيد إليها كلمتها.

Email