العودة إلى التلاحم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحسست بحركة غير عادية من جيب الدشداشة الأمامي، في البداية اعتقدت أنني قمت بوضع يدي في ذلك المكان، إلا أن ذلك لم يحدث، أمعنت النظر من جديد، يا إلهي إنه ذلك القلم الذي نسيته منذ فترة، وكأنه أحس بالإهمال!!

وفجأة ومن دون مقدمات قال لماذا هذا الهجران!! كيف ذلك أيها الجماد، قال لماذا لم تكتب مقالاً للصحيفة منذ فترة؟

ألم تشاهد ماذا يجري في العالم، دماء على مد البصر، وضحايا من البشر، وآخرون لديهم مازوخية في تعذيب الآخرين، وكأن قلوبهم وعقولهم قد تجمّدت.

إن الخوف والرعب سائد في معظم الدول العربية والإسلامية وحتى الدول الأخرى، اللهم إلا من دول مجلس التعاون الخليجي، وهي الملجأ لكل الهاربين من الجحيم، مدركين أن القانون والعدالة هي الفاصل في كل شيء، إلا من يحاول المساس برموز وقيادات تلك الدول، فهذا أمر لا مسامحة به أبداً.

لقد ساهمت العديد من المؤسسات الخيرية، سواء الحكومية أو الأهلية في تقديم العون المعنوي والمادي لها من دون النظر إلى الشكر أو غيره، إيماناً منهم بمساعدة المحتاجين دون النظر إلى الديانة أو الاتجاه السياسي وغيرهما.

وها هي قيادات مجلس التعاون الخليجي تجتمع في الرياض لمناقشة أوضاع اليمن المأساوية، إدراكاً وإحساساً منهم بانتشال الإنسان اليمني من براثن الهمجية والاعتداء بكافة أشكاله وربما يعتقد البعض أن طرح موضوع انضمام اليمن إلى عضو المجلس، هو نوع من الإعلام، ولكنهم لا يدركون أن الموضوع جاد، كما هي عادة قيادات مجلس التعاون، في طرح المواضيع المختلفة سواءً الاقتصادية أو الاجتماعية والسياسية وغيرها، شعرت في هذه اللحظة أن هذا القلم يرقص زهواً وهو يسود الورقة البيضاء بالكلمات، حتى أن سعادته تهتز بشكل قوي، ضحك وقال هذا ما أريدك أن تقوم به وتكتب عن هموم الإنسان في كل مكان، وكأن العودة إلى التضامن العربي من جديد بمثابة إعادة بناء سد مأرب من جديد قبل أن يساهم انهياره إلى الهجرة، لكل مكان من قبل سكان الجزيرة العربية، بحثاً عن الأمن والاستقرار ولقمة العيش.

قد تكون الثورة في عالم الاتصال والتواصل ذات جانبين، سلبي وإيجابي إلا أنّه نعمة في كلتا الحالتين يا صديقي القلم، وأصبحت المعرفة والعلم مباحين للجميع من دون رقيب يقص بمقصه ذلك المقطع ويحاول تجميل ما هو قبيح في هذا العالم.

إن شعور الإنسان بالأمن والاستقرار هو مطلب كل الديانات والفلسفات وغيرها، إلا أن خروج القيادات من دون حراسات مشددة، أو ملحوظة هو التأكيد على عدالة السلطة السياسية في أي مكان في العالم، فلم يعد الإنسان بحاجة إلى سد مأرب ولا حتى جدار برلين، بل أصبح العالم يتسع لكل البشر، بشرط الإيمان بأن الإنسان هو الكائن الذي يجب أن لا يؤذى أبداً وبأي شكل من الأشكال يا صديقي القلم الصامد.

Email