التحدّي الكبير

ت + ت - الحجم الطبيعي

بإذن الله تعالى وبروح الاتحاد، وروح المنافسة العالمية لتعزيز مكانة الدولة عالمياً، والتواجد المستمر في المراكز المتقدمة بين دول العالم، ستكون دولة الإمارات على موعد تاريخي وتحدّ كبير في العام 2021، وذلك عندما يحين موعد إطلاق أول مسبار عربي إسلامي من دار زايد أرض دولة الإمارات. هذه الانطلاقة العالمية للمسبار الإماراتي ستحدث ثورة علمية في مجال علوم الفضاء، في رحلته لاستكشاف «الكوكب الأحمر»، المريخ، أكثر الكواكب في المجموعة الشمسية شبهاً بالأرض.

وقد استعدت «وكالة الإمارات للفضاء» لهذا الحدث التاريخي، وتسعى كافة أجهزتها جاهدة بتقنياتها العالمية العالية، وبعقول إبداعية وسواعد بشرية إماراتية مئة بالمئة مؤهلة ومتخصّصة في العلوم التكنولوجية والتقنيات الفضائية لتطوير قطاع الفضاء، تحقيقاً لأهداف حكومة دولة الإمارات الحكيمة واستشرافها للمستقبل بوصول المسبار الإماراتي إلى كوكب المريخ، في مهمة استكشافية لغموض الفضاء الخارجي والتعرف على أسراره، الأمر الذي ستنعكس نتائجه الإيجابية بإذن الله تعالى على النمو الاقتصادي واستراتيجيات الدولة المستقبلية..

وعائد علمي تكنولوجي ومكاسب كبيرة باكتشافات علمية دقيقة ومعلومات جديدة سيتم جمعها والاستدلال عليها من على سطح كوكب المريخ، وتقديم إسهامات في مجال علوم الفضاء تُسّخر لخدمة البشرية.

بالفكر الحكيم والتخطيط السليم، وقراءة الماضي وإدراك الحاضر لصناعة المستقبل، تحقيقاً لرؤية الإمارات 2021، والتوجيهات السامية والحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله ورعاه» وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «حفظه الله ورعاه»..

وسعيهم المستمر وحرصهم الدائم لتتبوأ دولة الإمارات المكانة العالمية، أعلن سموهما، عن إنشاء «وكالة الفضاء الإماراتية» والاستعداد المبكر لتنفيذ مشروع إرسال مسبار عربي إسلامي إلى المريخ. للارتقاء بمستوى الأبحاث والابتكارات العلمية.

ورفع وتحسين وتطوير مستوى قدرات وكفاءة الكوادر البشرية الإماراتية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ومواكبة التطورات المستقبلية والاستفادة من المجالات الفضائية، لأن المستقبل في الفضاء واستكشافه أمر ضروري، لما للمشروع العالمي من فوائد ومكتسبات تخدم البشرية.

صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «حفظه الله»، أكد أن الهدف من إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية هو دخول الدولة قطاع صناعات الفضاء والاستفادة من تكنولوجيا الفضاء بما يعزز التنمية والعمل على بناء كوادر إماراتية متخصصة في هذا المجال، وأن تكون الإمارات ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء قبل 2021..

وثقتنا بالله كبيرة وإيماننا بأبناء الإمارات عظيمة وعزائمنا تسابق طموحاتنا وخططنا واضحة للوصول لأهدافنا بإذن الله، وإن المسبار الجديد سيكون أول مسبار يدخل به عالمنا العربي والإسلامي عصر الفضاء..

وسيتم إطلاقه بقيادة فريق إماراتي بهدف بناء قدرات علمية ومعرفية إماراتية في علوم استكشاف الفضاء وتقديم إسهامات علمية ومعرفية جديدة في مجال استكشاف الأجرام السماوية، ووضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء خلال السنوات المقبلة.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي«رعاه الله» أكد أن الوصول للمريخ هو تحدّ كبير اخترناه لأن التحديات الكبيرة تحركنا وتدفعنا وتلهمنا.. ومتى ما توقفنا عن أخذ تحديات أكبر.. توقفنا عن الحركة للأمام.

وبارك سموه جهود العاملين في مشروع استكشاف المريخ وقال «كل التوفيق للمهندسين والباحثين والعلماء في هذه المهمة التاريخية لإرسال أول مسبار عربي للمريخ، وبداية لدخول العرب عصر الفضاء، وإن رحلة المريخ هي تحدّ كبير، وهي مصدر إلهام لنا جميعاً كأمة عربية بأننا نستطيع المنافسة في السباق الحضاري والمعرفي العالمي»..

وأوضح سموه أن المسبار الإماراتي من المقرر له الوصول لكوكب المريخ في العام 2021، تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات، سينطلق في رحلة تستغرق 9 أشهر يقطع خلالها أكثر من 60 مليون كيلومتر وستكون دولة الإمارات ضمن 9 دول في العالم فقط، لها برامج فضائية لاستكشاف المريخ. نحن على موعد مع تحدّ إماراتي كبير يمثل الأمل ليس لنا وحدنا، وإنما لأمتنا العربية وللبشرية..

وإذا كان طموحنا مستقبلاً أفضل للبشرية، ومساهمة ومشاركة أوسع من الإمارات لخدمة البشرية، فنحن على يقين من قدرة شباب الوطن المتسلح بالمهارة والعلم والمعرفة على مواجهة هذا التحدي وتحقيق النجاح الذي ننتظره منهم مشاركين فاعلين في بناء المستقبل. إنهم على قدر المسؤولية والثقة العظيمة التي وضعها فيهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، إيماناً من سموه بقدرة أبناء الوطن على تحقيق الطموحات والتطلعات.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله» أراد مشاركة الشباب العربي في اختيار اسم عربي مميز للمسبار العربي الإسلامي، ويريد سموه في هذا التحدي فتح أبواب الأمل لهم لتعانق طموحاتهم كواكب السماء.

تتجه أنظار العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع اليوم إلى دار زايد، للتعرف على ما سيتم الإعلان عنه من تفاصيل علمية وبحثية وهندسية لأول مشروع عربي فضائي، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله».

Email