مستقبل مصر مستقبلنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل من أبرز الإشارات التي قدمها مؤتمر مصر المستقبل، الذي انعقد مؤخراً في شرم الشيخ هو حجم الدعم والوقوف الإماراتي إلى جانب الشقيقة جمهورية مصر، والحرص الأخوي الواضح من قبل قيادتنا الرشيدة على ترجمة الأقوال، والمواقف إلى واقع عملي ملموس، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك والتردد أن الموقف الإماراتي من الشقيقة مصر هو موقف مبدئي وأصيل وثابت، أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله تعالى، وسارت على نهجه قيادتنا الرشيدة.

وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالعمل دوماً على تعزيز التعاون الثنائي بين الإمارات، ومصر، وتطويره باستمرار لتحقيق مصالح البلدين والشعبين.

كان الموقف الإماراتي الكبير من مصر بادياً، خلال المؤتمر ومن حجم الاتفاقيات، التي أبرمتها دولة الإمارات على هامشه، التي حازت نصيب الأسد بين حجم الاستثمارات في مصر المستقبل لا سيما التوقيع على اتفاقية مشروع بناء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر بتكلفة 150 مليار جنيه مصري، التي باركها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معتبراً إياه انعكاساً حقيقياً لعمق الروابط والعلاقات الأخوية، التي تربط بين الدولتين قيادة وحكومة وشعباً.

نهج قائم على مبدأ الأخوة والمحبة في جميع المراحل والمواقف، وعلاقات متينة لا تزعزعها العواصف، ولا تنال من ثباتها الهزات العابرة، ولا يخترق جدار حصنها الدخلاء، لأنها علاقات قائمة على صدق الأخوة واتحاد المصير ووحدة الصف، حرصاً على استقرار المنطقة، لما تشكله مصر من صمام أمان في هذا الصدد، فخيرها خير للجميع، واستقرارها استقرار للجميع.

ودولة الإمارات قيادة وشعباً لا تعرف التواني والتردد عن نجدة الملهوف، ولا تعرف التقصير في الوقوف الحقيقي إلى جانب الشقيق إذا دعت الحاجة إلى ذلك، لأنها تؤمن بأن أصالة العلاقات أرسخ من تقلبات المواقف، والعمل العربي المشترك هو الكفيل بتحقيق التنمية الحقيقية لجميع دولنا.

وأن زعزعة الاستقرار في أي دولة عربية سينعكس على الجميع، فكيف يكون الحال مع دولة محورية مثل مصر، التي عانت منذ نهاية 2010 وحتى منتصف 2013 من حالة من عدم الاستقرار، وعانى من انعكاساتها السلبية المواطن المصري العادي.

ولذلك كانت مشاريع دولة الإمارات تركز على البنية التحتية، التي تشمل قطاعات حيوية مثل الطاقة، والإسكان، والأمن الغذائي، والتعليم والتدريب المهني، والرعاية الصحية، والنقل والمواصلات، لتحقيق نتائج ملموسة، يستفيد منها المواطن المصري البسيط بأسرع وقت ممكن.

يشرفنا موقف قيادتنا من الشقيقة مصر، لأنها وصية المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد حين قال مرة في لقاء جمعه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية في القاهرة: «لقد طلبت من أبناء الإمارات أن يستثمروا أموالهم في مصر، لأن نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، وهذه هي وصيتي أكررها لهم أمامكم، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم».

وهي أمانة لا تزال متقدة في نفوس جميع أبناء الإمارات خلف قيادتهم الحكيمة، التي تضع الأمور في مآلاتها ونصابها الحقيقي، ولا تؤثر في صدق موقفها تقلبات السياسة، لأنها تؤمن بأن الأخوة دماء تجري في العروق لا يمكن أبداً العيش من دونها.

نتمنى الاستقرار على الدوام لبلد له وزنه العربي والإقليمي، وأن تكون الأيام المقبلة محملة بالخير لمصر وأهلها جميعاً.

 

Email