ميثاق وفاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال تعالى "ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً"، وتبيان مغزى هذه الآية الكريمة يكمن في سرّ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، تأسيساً وقيادةً على يد الوالد الشيخ زايد، رحمه الله وطيّب ثراه، وتمكيناً وريادةً على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه.

إنها الدولة التي تسير بخطى واثقة للنجاح والريادة في جميع المجالات، بقيادةٍ رشيدةٍ من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو الحكام، حفظهم الله.

قبل أيامٍ ليست بالبعيدة، انعقدت فعاليات القمة العالمية في دبي، كاشفةً لنا عن سرِّ هذه الدولة العظيمة التي حباها الله قيادةً تستشرف المستقبل، برؤيةٍ فريدةٍ تعمل على ترسيخ الإنجازات والبناء عليها بالابتكار والإبداع.

إنّ "بناء الدولة لا يعتمد على الحكومة فقط بل هو واجب على كل مواطن أو مقيم على هذه الأرض الطيبة"، كلماتٌ من ذهب، ردّدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلمته الافتتاحية لأعمال القمة الحكومية، وبهذه المقولة الحكيمة نرسم النهج، ومنها نستمد العزم، ونستلهم دورنا ومسؤوليتنا في البذل والعطاء، وبناء المستقبل المشرق للأجيال.

من حكمة سموّه، وقبس أفكاره، نستلهم قدرتنا على مقاربة التحديات التي أشار إليها في كلمته: تحديات التعليم والبحث المعرفي، والسعي لإيجاد الحلول الخلاقة التي تكمن أولاً وأخيراً في رؤية الإمارات 2021، التي تبشّر بوعيٍ مجتمعي أكبر بأهمية الثقافة والفنون ودورهما معاً في التنمية المجتمعية المستدامة.

إننا في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون نؤمن بالتعليم والمعرفة أداةً للتنمية، وبأن الإبداع والابتكار ثروة لا تنضب، وهما المورد اللا محدود لاستدامة الحراك الثقافي والتطور، وبأنّه لا بدّ من جعل شباب الوطن الشريك الرئيس في البرامج الثقافية لأنه عمادُ النهضة وروحُها.

بفرص التعبير التي نوفرها للشباب، وأدوات البحث التي نسلّحهم بها، نؤكد أنهم المستقبل وعليهم الرّهان، ولتكن مسؤوليتنا دوماً الاستمرار في استيعابهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم وطاقاتهم التي لا تنضب.

نسعى مسترشدين بالرؤية الثقافية الخلاقة للعاصمة أبوظبي، حاضنة الثقافات والحضارات، لترسيخ مقوّمات البيئة المتكاملة لاحتضان ودعم المواهب الإماراتية الشابة، وتشجيع الأفكار، وصقل المهارات لتحقيق الريادة الثقافية.

إنّ الفكر المتجدّد هو وقود النهضة بجميع أشكالها: العلمية، الفنية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية، وإنّ دورَنا الجوهريّ أن نعمل وبكلِّ إخلاص لأصالتنا، على دفع عجلة التجديد لتظل الإمارات المنصة الكونية لنهضةٍ نواتُها الفكرةُ، النهضة الحافلة بالفرصِ الجديدة، لأبنائنا، للأجيال القادمة، والإنسانية.

إنها مسيرةُ اتحادٍ وبناء، رسّخ أسسها القائد الوالد، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وهي سيرة عطاء وبذلٍ للإنسانية، تُعلي قيم التسامح والإخاء والمساواة، سيرة تخطّها الإماراتُ بحكمة الانفتاح، وترسيخ القيم التي تزهر سلاماً ونماءً لا في الإمارات فحسب، بل في العالم أجمع.

 لأجل تحقيق كلِّ ذلك، ولأبعد من ذلك، يطيب لي أن أردّد "الولاء كلّ الولاء لأرض زايد، لبلاد الخير، كلّنا خليفة، ولكَ يا أبا خالد منّا عهد البذل وميثاق الوفاء".

 

Email