علمتني الكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

علمتني الكويت أن الوطن ليس له مثيل، وأن بلادنا حلوة، مهما تغربنا عنها يردنا إليها الشوق ولو بعد خمسين سنة، وأنا «اشتقت إليك يا من علمتني».

لم أدر بحالي إلا وأنا على متن طيران الإمارات قادماً إليك «يا كويتنا» الحبيبة التي أبصرت النور فيها وتعلمت فيها كيف يحب الإنسان تاريخ وطنه ويعشق تراب بلده ويشتاق إليه، إذ مهما تغربنا يشدنا الحنين إليه، وننادي باسمها، فما بال من عاش على هواء وسماء هذه الأرض قرابة عقد من الزمان منذ أن أبصر النور إلى أن اشتد عوده.

علمتني الكويت أن آل صباح هم حكام الكويت وأهلها باقون خالدون، ومهما حاول الواشون الذين يشوشون، سيصمدون بإذن الله تعالى في ظل وقوف الشعب الكويتي ومساندة اتحاد التعاون الخليجي وشعوبهم.

علمتني الكويت أن سوق المباركية بتاريخه العريق، وعبق الشيخ مبارك الكبير بمجلسه العام عندما كان يجلس في وسط السوق ويراقب أوضاعه وأحواله، منذ ما يزيد على 150 سنة...

وقد شاهدت الترميم الذي أعاد تصميم هذا المكان وافتتحه الأمير صباح الأحمد عام 2011، وهو السوق الذي يضم سوق «البشوت والدراعات» وسوق الغربلي (الألعاب) العطارة واللحوم والأسماك والخضراوات والحب والتمر وأخريات مستحدثات في السوق الأنستغرامي.

علمتني الكويت أن تاريخها الذي سرده عبدالعزيز الرشيد وتاريخ آل صباح الذي يعود إلى 1756 م، وعلمني المرحوم والدي ماجد السري، أن الاهتمام بتاريخ الكويت سوف يعود علي بالنفع فيما بعد «عندما تصبحين يافعة» و درست الإعلام واهتممت بتاريخ الخليج والإمارات وهذا ما أكدته لي الأيام كما علمتني الكويت بموروثها الشعبي من رعاية الهجن واحتضان الخيل..

وكل ما يخص الصقر والحبارى ورياضتها وسبل المحافظة عليها التي أخذ الأجداد يورثونها من جيل إلى جيل، واستكشفنا الموروث الشعبي الحالي عندما زرناه في مخيم السالمي الجناح الكويتي الذي كان يتحدث عن ماضي الكويت العريق والضارب في جذور الأرض قصة تعاون رجال ديرة الكويت مع آل صباح وتكاتفهم كلما تتطلب الحاجة..

كما أن «دروازة» الكويت القديمة مثل دروازة الجهراء والبريعصي وعبدالرزاق وأسواقها ودكاكينها التي لم تندثر في المباركية وسوق الحريم وسوق شرق التي تحكي قصة لم تندثر مع الأيام وأصبحت مضرباً للأمثال وفي عز البرد تم شرب «النامليت» وهو الشراب المحلي في الخليج العربي.

الأماكن الجميلة والتي أصبحت ذكرى مع الأيام ولكنها تجددت مع زيارتي هذه الأيام إلى الكويت التي مازالت تحتضنها، وإن شاء الله باقية على عهدها هذا.. قصر الشعب الذي قابلت فيه المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح، وقصر المسيله الذي قابلت فيه الأمير صباح السالم الصباح،.

وردهات وسكيك ولعبت ونمتُ في قصر السيف الذي مازال يحتفظ بهيئته وبشعاره الذي يرمز إلى سفينة البوم وصقر الخليج والعلم الكويتي وساعته الذهبية، وأحسست بروح والدي وروح صديقه المرحوم عبدالله حسن وابنته منى اللذين أخذا بيدي على التربية والتنشئة في هذا القصر العامر في ذكريات لا تنسى.

علمتني الكويت حب بابا زايد وحب الشيخ خليفة وحب اتحاد الإمارات العربية المتحدة الذين أحببتهم قبل وصولي إلى الإمارات من خلال الصحف والمجلات، وما كنت أسمعه من الأهل عن هذا التشكيل الجديد الذي سوف يكون له مستقبل.

إن اهل الخليج العربي لايفرقهم عن بعض أي شئ.

 

Email