بهيبة وتواضع ووقار، بدأ الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كلمته الافتتاحية في القمة الحكومية، أمس، وبكلمات بسيطة ومفهومة وصادقة خاطب سموه فئات المجتمع كلها. كان يتحدث كقائد عربي أعادنا إلى أمجاد حضارتنا، وكانت وسائل الاعلام العالمية والمحلية تتسابق لنقل جمله المؤثرة.
خاطبنا بلغة الأب والأخ والصديق، وبنبرة القائد المقدام وحامي الوطن وموحد الصفوف. تحدث بعيداً عن الأرقام، لكنه في الوقت ذاته أكد أهميتها، ثم رسم لنا مستقبلاً صناعياً واقتصادياً مزدهراً، ودعانا إلى حضور افتتاح البرنامج النووي الإماراتي العملاق في 2017.
ثقة في حديث سموه دخلت قلوبنا قبل عقولنا، عندما قال إنه «سيودع آخر برميل نفط يصدّر بعد 50 عاماً وهو سعيد»، فهو يكمل مسيرة القائد المؤسس في بناء الإنسان وتعزيز التعليم، وتطرق إلى جهود صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في صون وحدة الإمارات وتعزيزها والتنويع الاقتصادي ودعم المشاريع الحالية والمستقبلية التي ستشكل ثروة الأجيال المقبلة.
هنا أتذكر بعض آراء المحللين الاقتصاديين، في أن «دول البترول ستنتهي بنهاية البترول»، إلا أن المتابع لمسيرة الإمارات منذ عهد القائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سيرى أن الدولة الأكثر ابتكاراً في المنطقة، استطاعت وبشهادة العالم، تحقيق المعادلة الصعبة وهي تنويع الاقتصاد.
وكلنا ثقة كما قال سمو ولي عهد أبوظبي، إننا سنودع آخر البراميل النفطية ونحن سعداء، كيف لا والإمارات تستثمر عوائد النفط في الطاقة النووية السلمية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والفحم النظيف وتكنولوجيا المستقبل وبناء الإنسان، هذا بالضبط ما يسمى في علم الاقتصاد «الاستثمار الحكيم».
طلب سموه من الحضور ألا يصفقوا، لكنهم صفقوا. لأن كلمات سموك حركت فينا التسامح والشهامة، ففي كل جملة حكمة اشتاقت آذاننا لسماعها.
للحظات أبعدتنا عما يمر به الوطن العربي من أحداث ملت نفوسنا منها، لأنك بثثت فينا الأمل والطاقة الإيجابية عندما تفاءلت خيراً في الشرق الأوسط، وقلت إنك ستقف إلى جانب جميع الأشقاء ليعم الخير.
سيدي من لم يشكر الناس لم يشكر الله، فكيف بقائد مؤمن يشكر كل من قدم واجبه الوطني لخدمة الوطن، فعندما كنت تشكر الرجال والنساء، كنا نشكر الله لأنك قائد مقدام وحنون يعيش بيننا.