الإرهاب المأجور في الشرق الأوسط

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشغل موضوع الإرهاب حيزاً كبيراً من اهتمام القانون الدولي والجنائي، وبعض الحكومات نظراً لما تشكله هذه الظاهرة من خطر كبير على المجتمعات عموماً وما تخلفه من ضياعٍ للأمن والأرواح وتدميرٍ للممتلكات.

بُعْبُع الإرهاب أصبح فتيلاً من فتائل كثيرة أشعلتها أجندات استخباراتية لبعض الدول الممولة لهذه الظاهرة، وبعض المنظمات المتعددة الجنسيات اللاهفة وراء ثروات الشعوب العربية المُخترِقة للمشهد السياسي والاجتماعي الجديد في الشرق الأوسط بغرض زعزعة الأمن والأمان وإثارة الفوضى وعدم الاستقرار في جل الدول العربية عموماً والشرق الأوسط خصوصاً.

هذا المسمى «الإرهاب المأجور» المُسْقَط من بعض الدول على كل الدول العربية التي تعنيها مصلحياً ونفعياً، يسعى لقتل مجموعة كبيرة من الأبرياء ومدنيين وعسكريين لزرع الرهبة والخوف لدى أصحاب القرار في هذه المنطقة.

الإرهاب المأجور في منطقة الشرق الأوسط والمرتب بعناية يُشْتمُّ منه رائحة أجهزة الاستخبارات الدولية، أما المنفذون فهم أدوات عمياء لا تستحق إلا أن نسميها أو نطلق عليها سوى اسمها الحقيقي وهو: الإرهابيون الذين باعوا أوطناهم للغرب.

فاستحقوا بذلك اللعنة واستحقوا العقاب الصارم والاجتثاث النهائي؛ فقد خرجوا بتعَمُّدِ من نسيج الشعب وضربوا بتَعَمُّدٍ الأمن القومي لأمتهم العربية، فليس من خيارٍ سوى محاربتهم دون هوادة حتى إلحاق الهزيمة الشاملة بهم.

وإذا رجعنا قليلاً إلى الوراء عبر التاريخ فإن فلسطين هي الأقدم في الحصيلة الإرهابية. فمنذ وعد بلفور سنة 1948، وقرى فلسطينية عربية مسلمة تُبادُ بالكامل من قِبَل الصهاينة الخنازير، بحيث أصبح عدد المجازر وعدد القتلى لا يحصى ولا يُعد، والمهَجَّرون والمبعَدون في كل بقاع الدنيا.

وفي العهد الحديث، أصبحت وكالات استخبارات الدول العظمى تتنافس وتتسابق في زرع الرعب والرهبة في منطقة الشرق الأوسط، انطلاقاً من العراق الذي ما فتئ يعيش على وقع التفجيرات المنظمة والعمليات الإرهابية المأجورة والمرتبة من طرف هذه الوكالات الاستخباراتية الغربية التي لا تريد الخروج من هذا البلد العربي المُمزّق رغم انسحاب جيوش دولها منها.

سبب التمسك في البقاء في العراق من قبل الدول العظمى هو النفط العراقي، والسبب الثاني أن العراق يحتل موقعاً استراتيجياً للتدخل في شؤون الشرق الأوسط بعد أن سقطت خرافة أسلحة الدمار الشامل، التي كانت ترددها استخبارات هذه الدول.

أما في مصر فقد أخطأ الإرهابيون المأجورون بارتكاب مجزرة «الشيخ زويد» حيث اصطدموا بالجيش المصري الذي لقنهم درساً لن ينسوه أبدًا وبهذا يكونون قد حفروا قبورهم بأيديهم.

يرى بعض الخبراء في مجال القانون الدولي والعلاقات الدولية في بعض الدول العربية والأجنبية أن الإرهاب هو صنيعة «الغرب» وليس صنيعة أصحابه، لذا وجبت محاربته ومكافحته، مؤكدين أن الدول الغربية غير جادّة في مكافحة الإرهاب ويعملون على استثماره سياسياً لتنفيذ مصالحهم في المنطقة.

فسوريا تواجه الآن أعتى هجمة إرهابية، بحسب ما أكده رئيس وزرائها (وائل الحلقي) في كلمة له في افتتاح المؤتمر الدولي لمناهضة الإرهاب والتطرف الديني 30 نوفبر 2014، بتشديده على مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي من خلال الأمم المتحدة دون الإخلال بحق السيادة أو جواز التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما بذريعة مكافحة الإرهاب وعدم تفسير قرارات الأمم المتحدة بشكل انتقائي.

لإرهاب مشروع غربي صهيوني الغرض منه تفتيت منطقة الشرق الأوسط وإعادة رسمها وفق اتفاقية سايكس بيكو (1916)Sykes-Picot Agreement وهي اتفاقية بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية ترمي لتقسيم منطقة الشرق الأوسط فيما بينها.

فالوقت قد حان الآن لمواجهة وكسر شوكة هذا الغول الذي أصبح أداة من أدوات السياسة الخارجية للدول العظمى، حتى تستمر وتعيش المنطقة العربية بسلام وأمن بعيداً عن هذا الإرهاب الوحشي الذي يمول إقليمياً ودولياً، ومن نراهم اليوم هم أدوات للدول التي تخطط وتمول.

سُم الإرهاب المأجور قد انتشر في معظم دول الشرق الأوسط، فأطباء الإرهاب من الدول الغربية يدخلونها ليس لعلاجها بل لتوسيع انتشار هذا السم المأجور!

 

Email