ما لها إلا دبلوماسي الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

ودعنا عام 2014، وكل عام وأنتم بألف خير، هو عام كان عصيباً جداً على منطقة الخليج العربي، حيث شهدت دولها خلافات عديدة فيما بينها، أسفرت عن سحب كل من الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين سفراءها من قطر في خطوة غير مسبوقة في مسيرة العلاقات الخليجية الخليجية التي تميزت دائما بالتعاون والنسيق في جميع القضايا السياسية والاقتصادية ولاجتماعية.

المراقب والشارع الخليجي عاش لحظات عصيبة منذ إعلان سحب السفراء، وزادت وتيرة التوترات ووصلت إلى ذروتها بين مجموعة من الأقلام السوداء من أبناء دول الخليج العربي في قنوات التواصل الاجتماعي عبر التغريدات التي خلت تماما من سياق الأخلاق والأعراف بين دول الخليج، أحداث لا نتمنى أن تتكرر مرة أخرى وأنصح كل من سعى إلى أخذ دور البطولة في الخلاف الخليجي- الخليجي أن يتعلم من هذه التجربة وأن لا يتدخل في الأمور السياسية التي هي بالأساس أكبر منه «واتركوا الأمور لولاة الأمر».

ولكن دعوني هنا أقولها وبصراحة من أنقذ البيت الخليجي وأنهى الخلاف بين الدول؟

إنه الدبلوماسي الكبير والخبير تماما في التعامل مع مثل هذه القضايا بحكم خبرته في مجال السياسة الخارجية إنه الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، الذي لم يهدأ يوماً في التفكير بإيجاد حل لهذه الأزمة فقام بإعطاء أوامره إلى وزير خارجيته بالتحرك فورا إلى السعودية والإمارات والبحرين وقطر لحل الخلافات بين دول المنطقة والوصول إلى حل ينهي هذا الخدش الذي حصل في الجدار الخليجي..

واستمرت جهود وزير خارجيته لأسابيع ومع ذلك استمرت المشكلة وتمسكت كل الدول بمواقفها في هذا الخلاف، ولكن أمير الكويت لم يهدأ ولم يكتفِ بتلك الخطوة لعلمه تماماً أن منطقة الخليج العربي لديها حساد وأعداء ينتظرون حدوث خدش في العلاقات بين دولها، وعليه قام سموه بالتحرك شخصيا إلى المملكة العربية السعودية واجتمع بملكها خادم الحرمين الشريفين ثم اتجه إلى الإمارات العربية المتحدة ليقابل نائب رئيس الوزراء الإماراتي وولي عهد أبوظبي.

ثم يتجه بطائرته إلى ملك مملكة البحرين، ثم تحل طائرته في مطار حمد في الدوحة ويجري محادثاته مع أمير قطر، وجهود أمير الإنسانية والدبلوماسي الكبير نجحت في تقريب الرؤى، وتمكن من وضع النقاط على الحروف، وتوحيد السياسات الخارجية والداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما اسفر عنه الاجتماع القادة في الرياض ...

حيث قرروا إعادة السفراء إلى الدوحة وإنهاء الخلاف وبدء علاقات جديدة بين دول الخليج تقوم على أن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر، وأن قيادات ورموز هذه الدول خط أحمر. وعليه فإذا أردنا أن نشكر بعد الله سبحانه وتعالى فعلينا أن نشكر أمير الكويت لكل ما بذله من جهود لإنهاء الخلافات بين الدول الخليجية وإعادة المياه إلى مجاريها.

 

Email