الإمارات.. قوة المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

«التميز الحكومي في شتى الميادين والمجالات وتمكين القطاع الحكومي من التفوق والريادة في أنظمته وأدائه وخدماته ونتائجه هو من أولويات الحكومة بما يضمن تحقيق جودة حياة عالية للمواطنين ويمكنهم من بلوغ غدٍ واعد يثري أنفسهم ووطنهم».

بهذه الكلمات دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي كل قطاعات الدولة بأن تتبوأ المراكز الأولى، وأن تسعى إليها بكل ما أوتيت من دعم لها، وهذا ما أصبح واقعاً ملموساً، إذ إن الإمارات وبتوجيه من قادتها أصبحت منارة ترنو إليها الأمم لتحذو حذوها، وتسير على خطاها.

فإذا كان التاريخ يقول إن دولة الإمارات ارتكزت حين قامت ونهضت على ما حباها الله تعالى من مخزون نفطي، كما هو الحال في سائر دول الخليج التي عاصرت هذه الثورة الحضارية، إلا أن الواقع والمستقبل يقول إن هذه الدولة الفتية قد شب عودها وقويت بنيتها وتحولت خلال السنوات العشر الماضية من اقتصاد النفط إلى اقتصاد التنوع الإنتاجي الهائل في شتى المجالات لتصبح قوة اقتصادية كبرى مع تضاعف ناتجها المحلي الإجمالي خمس مرات ومازال ناتجها مرشحاً إلى مزيد من النمو.

قراءة المستقبل الواعية الحصيفة كانت كفيلة بهذه النقلة الكبيرة من البدايات الممنوحة من فضاء الطبيعة إلى الواقع المستقر المستفيد من التجارب العالمية ودراسة التاريخ الاقتصادي وفلسفات النهوض العمراني ليجعل من محركات الاقتصاد الإماراتي دوافع ذاتية قوية تعتمد على آلاف الأبواب دون الركون إلى المخزون النفطي الوفير بفضل الله تعالى.

ولكن ثمة استنتاج لا بد من الإشارة إليه حين نقرأ هذه المعطيات ونقف كما وقف المراقبون والمختصون على هذه القفزة الاقتصادية، وهو أن هذه النتيجة لم تكن لتصل إليها الدولة لولا قيادة أمينة ورثت الإخلاص والعمل للشعب والاتحاد جيلاً بعد جيل وحملت أمانة نقل هذه النعم إلى الأجيال اللاحقة كما لو أنها حاضرة شاهدة، تراعيها كما تراعي نفسها، ولا تقول ها نحن نعيش اليوم وللقادمين مفاجآت المستقبل..

ليس ذلك أبداً من دأب القادة المخلصين والذين عرفناهم من زايد الخير الذي كان يقول رحمه الله تعالى: «لقد أسهم الآباء في بناء هذا الوطن، وواجبنا أن نبني للأجيال القادمة، وأن نواصل مسيرة الأسلاف، وعلينا أن نستفيد من كافة الخبرات والتجارب دون خجل، نأخذ منها بقدر ما يفيدنا ونحتاج إليه وبقدر ما يتفق مع تقاليدنا ومثلنا العربية».

وعلى هذا النهج سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي أكد أن «الأجيال سوف تمضي بعون الله على أرض الإمارات جيلاً بعد جيل وستبقى بفضل الله هذه الأرض الطيبة تحرسها عناية الخالق وتحميها عزائم الرجال وسواعدهم، وستبقى راية الإمارات عالية خفاقة وتبقى معها أعمال رجالها المخلصين الأوفياء شواهد حية ومعالم بارزة على درب مسيرة هذا الوطن».

 هذه الأمانة والحرص لم تمنع الدولة عن الاستفادة بأكبر قدر ممكن من إمكانات العصر والثورة التكنولوجية بما يتيح لأبنائها أن ينالوا أعلى قسط من الرفاهية، في قوة البنية التحتية والتكنولوجية والخدمات الصحية والتعليمية وأهمها بلا شك التسهيلات المعرفية الحضارية،نقول هذا ونذكره ويملؤنا الفخر أولاً، ثم يدفعنا الوفاء إلى مزيد من الولاء لهذا الوطن ولقيادته الرشيدة، الأمينة على أبنائنا كما هي وفية معنا، والحريصة على مستقبلنا في الوقت الذي تبني فيه حاضرنا وتحرس ثوابتنا وماضينا وتراثنا.

 

Email