الإمارات والثقة بالمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرؤية والتخطيط والعمل الجاد، ثلاثة منطلقات وضعت قاطرة دولة الإمارات على المنهج الصحيح، وأحالت قراءاتها للواقع والمستقبل أوضح.

وقراراتها لكثير من المسائل المتشعبة إقليمياً وعالمياً أدق وأنضج، ما دامت مقرونة على الدوام بحكمة القيادة الرشيدة وسعيها الدؤوب لأن تجعل من الإمارات دولة رائدة في تقديم أنجع المبادرات، واستقطاب أرباب الفكر والنظر والتحليل لتقديم أفضل الحلول لأعقد مشكلات العالم.

مكانة صنعتها مسيرة مخلصة في الانحياز لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وللقضايا العادلة في شتى بقاع الأرض، والدعوة باستمرار لقبول الآخر والتعايش والعمل لمصلحة المجتمعات الضعيفة لكي تخرج إلى عالم النهضة والحضارة، والوقوف بثبات أمام أي نوازع أو توجهات مهما كان مصدرها، قد تنال من حقوق الآخرين أو تسلبهم حرياتهم أو رغباتهم في اختيار منهج الحياة العادل الذي يرتضونه.

وما فعلته دولة الإمارات عبر ما ينوف على أربعة عقود من التنمية والاستثمار والبناء، أنها رسخت مقومات الاقتصاد القوي حتى ترك ذلك لها الثقل الكبير عالمياً، ومكنها من تجاوز الكثير من العقبات التي أربكت في يوم من الأيام العديد من الدول.

بل وأعاقت أخرى عن إكمال مشوارها التنموي، وخير دليل على ذلك الأزمة المالية العالمية وتبعاتها على الكثير من دول العالم، والتي خرجت منها الإمارات أقوى من ذي قبل.

هذا ما أكده بجلاء وقوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في افتتاح المنتدى الاستراتيجي العربي، أمام نخبة من المفكرين والخبراء والشخصيات العربية والعالمية.

بهدف استشراف وبحث مستقبل العالم والمنطقة سياسياً واقتصادياً خلال العام 2015، حين قال إن «دولة الإمارات اليوم لها ثقلها الاقتصادي والسياسي في المنطقة والعالم، لأننا بدأنا مبكراً في دراسة المستقبل وما يحمله من تغيرات، مما ساعدنا بشكل كبير على اتخاذ الكثير من القرارات والسياسات الصحيحة، ضمن رؤية طويلة المدى لتحقيق الرفاهية لشعبنا».

ثقة لم تصنعها الأحلام مقطوعة عن الأعمال، ولم تبشر بها التأملات بعيدة عن الجهود المخلصة اليومية، بل أحدثتها قفزات صبورة من الإنجازات والمكتسبات، تقول للمستقبل إننا نثق في ما تحمله من مفاجآت، لأننا نثق بالله تعالى أولاً ثم بما نقدمه للحاضر وما أنجزناه في الماضي.

في مستهل كتاب «رؤيتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، أورد سموه قصة تلخص النتائج التي تنعم بها الإمارات من إنجازات تسابق المستقبل، وذكر يومها أنه «مع إطلالة كل صباح في إفريقيا يستيقظ الغزال مدركاً أن عليه أن يسابق أسرع الأسود عدواً، وإلا كان مصيره الهلاك، ومع إطلالة كل صباح في إفريقيا يستيقظ الأسد مدركاً أن عليه أن يعدو أسرع من أبطأ غزال، وإلا أهلكه الجوع».

ثم يقول سموه: «لا يهم إن كنت أسداً أو كنت غزالاً، فمع إشراقة كل صباح يتعين عليك أن تعدو أسرع من غيرك حتى تحقق النجاح».

هذه القصة يرسم من خلالها سموه فلسفة حياة، لنتخذها نحن بوصلة كلما أردنا أن نبحر في اتجاهات شتى، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وغيرها.

هذه باختصار مقدمات الثقة في المستقبل، التي نرجو على الدوام أن تبقى حادياً لنا لمزيد من الإنجازات.

 

Email