لا تهاون مع التخريب

ت + ت - الحجم الطبيعي

«سنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن أو النيل من استقراره أو تهديد حياة أبنائه أو المقيمين على أرضه».. هذا هو فحوى الرسالة التي أراد إيصالها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، عقب إنهاء مأساة «شبح الريم» في أقل من ثمان وأربعين ساعة.

نعم، هذا هو التصرف الوحيد اللائق بمن خربت نفوسهم وتحطمت رغبتهم في الحياة، واسودت في أعينهم منافذ الأمل بالعيش ضمن دائرة قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، ولم يجدوا سوى التخريب سبيلاً لإظهار وجودهم، بدلاً من أن يقدموا أنفسهم نحو ميدان التنافس الشريف الذي أتاحته الدولة لكل من وطئ أرضها أو عاش على ترابها وتنسّم هواءها.

لا نقبل ولن يقبل أي شريف غيور على وطنه، أن تدمر منجزات الأمن والاستقرار التي أرستها الدولة منذ أكثر من أربعة عقود، بسبب محطمين منسحبين لا هم لهم سوى التدمير، ولن يقبل أي منصف أن يزعزع استقرار وطن احتضن بأخلاق التعايش والتلاقي والحوار والتنافس الشريف، أكثر من مئتي جنسية، في منظومة عمل شريف وراق لا يقبل إلا بالعمل من أجل النفع العام والصالح الشخصي، دون أن يتعارضا أو يتصادما.

إن أمن الإمارات أمانة في أعناق القادة والمسؤولين كما هو أمانة أيضاً في أعناق كل من يعيش على أرض هذه الدولة المعطاء، وعندما تسول بعض النفوس الضعيفة لأي كان أن يعبث بهذه الأمانة، لا بد أن يلقى الجزاء الأوفى والعقاب الرادع، فلا تهاون أبداً بمن جعل التخريب مبدأه والإرهاب عقيدته.

لقد تعلمنا في هذا البلد الآمن بإذن الله تعالى، أن نمنح الخير لكل من طرق أبوابنا، بل أن نعجل بالخير والعطاء لكل من طلب ذلك أو ضاقت به الأحوال في شرق الأرض وغربها، دون تمييز بين الأديان أو الأعراق والإثنيات، لأننا نؤمن في هذا البلد بكرامة الإنسان من حيث أنه إنسان، يستحق التكريم، ولا يجوز أن يضام في هذه الحياة ويهضم حقه أو أمنه أو استقراره ما دام بالإمكان إعانته.

وكان هذا المنهج هو الأساس الراسخ الذي حرص عليه وأوصى به المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على نهجه من حمل الأمانة بصدق، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخوانه حكام الإمارات.

غير أن مسألة الأمن والأمان والحفاظ على استقرار الوطن، تظل بلا شك مسؤولية جماعية تنسحب على جميع المواطنين والمقيمين، بدرجة واحدة مع مسؤولي الأجهزة الأمنية، ليكونوا عوناً لهم على حماية الوطن، وهو ما نلمسه دوماً ونريد الحفاظ عليه، لأن أمان الوطن مفتاح التنمية والرخاء.

والواقع المحيط بنا والذي نراه كل يوم، يثبت للجميع أن أعظم نعم الله تعالى على الأوطان هي الأمن والاستقرار، فلن يكون من المقبول أن تتهاون الدولة مع العابثين به، لأن مصلحة الجميع أولى من أهواء الحاسدين والطامعين والمتسلقين.

حفظ الله بلادنا من كل سوء وأجارها من الدخلاء العابثين، ونزع من بين أرجائها كل من أظلمت نفوسهم بأفكار الدمار وتشويه الحياة، تحت أي مبدأ.

 

Email