رفع العلم.. حب الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتقد البعض أن أبناء الإمارات، وكل المقيمين فيها، لا يتذكرون الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخاه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم إلا في المناسبات الوطنية، ولا يدرك أولئك أن الرعيل الأول من المؤسسين للدولة الاتحادية للإمارات العربية المتحدة، هم من كانوا يعملون بكل جد واجتهاد طوال ساعات النهار والليل، لتحقيق أحلام أبناء الإمارات في الحياة الكريمة المستقرة، سواء في الجوانب السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.

إن ثلاثة وأربعين عاماً من عمر الاتحاد، أثبتت أن الوحدة هي سور وحصن الأمان والاستقرار للدولة والمجتمع، والواقع أن الوحدة بين الإمارات تعود إلى القرن الماضي، سياسياً، بينما الأصول والجذور واحدة والتاريخ مشترك بين كل أهل الإمارات.

كان الشيخ زايد ين سلطان آل نهيان، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، حريصاً على معرفة أبناء الوطن، وفي هذا المجال لن أنسى ذلك اللقاء الأبوي في قصر الخزنة، حينما أمر بلقاء أبنائه من أساتذة جامعة الإمارات العربية المتحدة.

وكان العدد حين ذاك من حملة الدكتوراه لا يتعدى أصابع اليدين، إذا أضفنا لهم الإخوة والأخوات من المعيدين في الجامعة، وأتذكر أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حضر شخصياً ذلك اللقاء حين كان ولياً للعهد.

وكان من المعروف أن الوالد الشيخ زايد، رحمه الله، يشرف الأساتذة والطلبة سنوياً بحضوره وتسليمه الشهادات الجامعية لأبنائه من الطلبة الخريجين، ولعلنا نتذكر أن أبناءه تخرجوا من جامعة الإمارات، وقد كان همه الأول بناء جيل متعلم من أبناء الوطن، ليكون قادراً على تولي المسؤوليات الوطنية وتحمل عبء أمانة بناء الوطن وحفظ أمنه وصيانة مكتسباته، وقد شجع بكل الوسائل تعليم بناء الإمارات في كل المراحل بما فيها المراحل الجامعية.

وقد يتساءل البعض لماذا لم أكتب هذه المقالة حول اليوم الوطني الذي نعيش أفراحه واحتفالاته هذه الأيام؟ وهم إلى حد ما محقون، إلا أنني رأيت أن أكتب عن ثمار الاتحاد من منظور آخر، من خلال أجيال المستقبل من الأطفال الذين سيتولون حمل راية الوطن ويكملون مسيرة الاتحاد.

فقد كانت الندوة التي عقدت في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية حول الطفولة في ظل دولة الاتحاد، فرصة لإلقاء الضوء على أهم مجال من مجالات المستقبل، فهؤلاء الأطفال هم رافعو راية الاتحاد في المستقبل.

لقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة النموذج الحضاري لكل العرب وغيرهم، حيث إنها استطاعت أن تجعل الإنسان ينعم بالأمن والاستقرار ويصبح طموحه تحقيق السعادة والرضا الكامل، بالرغم مما تمر به المنطقة من المشكلات والصراعات على مدى ما يزيد على نصف قرن من الزمان.

كم هو مفرح رؤية الأطفال وهم يحملون علم الدولة في كل مكان، والبيوت ترفعه عالياً.. هذا هو حب الوطن والقيادvة السياسية للدولة، مما يؤكد أن روح دستور الدولة قد تشربتها الأجيال المواطنة جميعاً، وأصبحت الحركة بين مدن الدولة ميسرة في ظل تطوير البنية التحتية في كل مكان من أرجاء الوطن.

Email