ثلاث وأربعون سنة والإمارات مصدر للسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إننا نسعى إلى السلام ونحترم حق الجوار ونرعى الصديق»، من أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنذ بداية الاتحاد ودولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على حفظ السلام في العالم، حيث الدور الأكبر كان للأب المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، انطلاقاً من يونيو 1971، إذ عمل على مساندة ودعم الصمود الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني.

ولم يتوقف، طيب الله ثراه، عند هذا الحد، فقد شيد مشاريع عدة من أهمها مدينة زايد في غزة، المدينة التي نهضت من بين الركام والدمار، وتضم مرافقها المدارس والمساجد إلى جانب البنية التحتية والحدائق، لكي ينعم الشعب الفلسطيني بحياة كريمة.

وفي مارس 1972 تبرع بمبلغ مليوني دولار أميركي لحل مشكلة العطش في السودان، وكذلك في العاشر من أبريل 1982 أرسلت مساعدة عاجلة من دولة الإمارات إلى اليمن الشقيق، تقدر بنحو 3 ملايين دولار، للتخفيف من آثار الفيضانات والسيول، والعديد العديد من أشكال المساعدات الإنسانية التي حرص المغفور له على تحقيقها من أجل نشر السلام في العالم.

وقد بلغ حجم مساعدات دولة الإمارات بتوجيهات من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما يقارب 98 مليار دولار في آخر إحصائيات عام 2000. ويستمر عطاء الأب المؤسس إلى يومنا هذا، حيث نشهد ذلك من خلال بعض المؤسسات التي أنشأها آنذاك واستمر عملها إلى اليوم، والتي تعمل على إكمال مسيرته في مجال حفظ السلام.

وبعد وفاة الأب المؤسس رحمه الله، أكمل مسيرة العطاء الابن باني نهضة دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أدام الله عليه الصحة والعافية، وعطاؤه وصل إلى أكثر من 45 دولة شقيقة وصديقة حول العالم، وكان من أولوياته، حفظه الله، إعادة إعمار المناطق التي تضررت من جراء التدمير والعدوان الذي تعرضت له الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل القوات الإسرائيلية.

وإلى جانب تلك المشاريع الإنسانية الضخمة، عملت دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على رعاية أسر الشهداء والأيتام وذوي الإعاقات والأسر المحتاجة في المناطق الفلسطينية من جراء تردي المعيشة في المنطقة، حيث شيد حفظه الله مدينة كاملة باسم «مدينة خليفة بن زايد»، لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه، حيث تستوعب أكثر من 40 ألف فلسطيني.

ويعتبر هذا المشروع الرابع من نوعه الذي تقدمه دولة الإمارات للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقطاع، بعد مدينة الشيخ زايد، وحي الإمارات. وأيضاً تم افتتاح مسجد الشيخ خليفة في القدس، أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى المبارك.

واليوم دولة الإمارات العربية المتحدة، تبرهن للعالم على أنها سباقة في العمل الخيري والسلام، عبر الجهود الجبارة وغير المحدودة، ففي مايو 2014 أطلقت دولة الإمارات بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حملة لتقديم اللقاحات لتطعيم 3.6 ملايين طفل في جمهورية باكستان الإسلامية.

ومن هنا فإن سباق دولة الإمارات لحماية أرواح الملايين من البشر حول العالم، وبالأخص الأطفال الذين باتوا في معظم الدول الفقيرة في أمس الحاجة لتقديم العون، فإن دولة الإمارات تسهر بعيون يقظة ليل نهار في ظل القيادة الرشيدة.

وفي مبادرة كريمة وجليلة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، انطلقت مبادرة «سقيا الإمارات»، لتوفير مياه الشرب النظيفة لخمسة ملايين شخص حول العالم، عن طريق حفر الآبار وتوفير المضخات وتزويد المناطق المحتاجة بأدوات تنقية المياه، وقد تمكنت الحملة من جمع أكثر من 180 مليون درهم إماراتي. وأيضاً في سبتمبر 2008 أطلق سموه، حفظه الله، مبادرة «نور دبي» التي تهدف إلى الوقاية والعلاج من العمى وضعف البصر.

وتعمل مع شركاء عالميين للقضاء على مسببات العمى والإعاقة البصرية التي يمكن علاجها أو الوقاية منها، وهي مؤسسة عالمية تركز نشاطاتها في الدول النامية. وإلى جانب ذلك أطلق، حفظه الله، في سبتمبر 2007 «دبي العطاء»، والتي تهدف إلى تحسين فرص حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم، ولترسيخ ثقافة العطاء لدولة الإمارات العربية المتحدة.

هذه بعض المقتطفات من الأعمال الإنسانية والخيرية لدولة الإمارات، ونحن على يقين اليوم بأن أساس السلام هو العمل الخيري والإنساني الذي تنبع منه المحبة والمؤاخاة بين شعوب العالم. ومن هنا فإن دولة الإمارات مصدر للسلام طوال ثلاث وأربعين سنة، وسوف يظل هذا السلام والعطاء إلى أبد الآبدين.

وإنه لشرف لي أن أرفع إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن طحنون آل نهيان، وإلى الشعب الإماراتي أزكي التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني الثالث والأربعين لدولتنا الحبيبة.. وكل عام والإمارات بألف خير.

Email