43 عاماً.. ولاء وعطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أعقاب الاجتماع الاستثنائي الأخير لمجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي انعقد في قلعة الفجيرة الأصيلة التي ناهز عمرها 500 عام، لفت سموه النظر إلى أن دولتنا ضاربة في عمق التاريخ، وعمرها ليس ثلاثة وأربعين عاماً فحسب، بل تشهد على تاريخيتها العتيدة قلاعنا التي فاقت في عمرها خمسة قرون.

إشارة قوية من سموه إلى البعد الأصيل في تراب اتحادنا، وأن سنوات عمره تشهد لها مئات السنين من الأصالة والتعلق بالأرض، وبشارة من جانب آخر إلى أن اتحادنا الميمون باق ما بقيت قلاعنا شامخة وقلوبنا متحدة وأخوتنا راسخة.

اليوم الوطني يوم للوطن، نعيد فيه تأكيد الولاء لأرض احتضنت أبناءها بدفء الوحدة، وجمعت شمل إماراتها بروح الاتحاد، وأعادت رسم خارطتها بين الدول لتبرز قوية شامخة بشموخ قلاعنا الحصينة. وفي كل عام يثبت أبناء الوطن حرصهم على أن تظل جذوة الاتحاد متقدة قوية، باحتفالات تغمر القلوب قبل البيوت والمؤسسات، وأحاديث الشكر والامتنان لله عز وجل، أن أدام ظل الاتحاد فوق أركان دولتنا، ومجددين العهد بأن يحافظوا على عهد الوحدة كما يحافظون على أرواحهم، وينقلوا أمانة الاعتصام به وعدم التهاون في ذرة من تراب الوطن جيلاً بعد جيل.

ولذلك كان يوم الثاني من ديسمبر يوماً لتعميق حب الوطن وتعزيز قيم الانتماء والولاء، وإعادة الذكرى العطرة للبناة المؤسسين الذين وضعوا اللبنات الراسخة لقلعة الاتحاد، لتدوم بإذن الله عزّ وجل، ما دامت الأنفاس في الدنيا.

تعود ذكرى اليوم الوطني كل عام لتقول لأبناء الوطن؛ ليس لكم وجود إلا تحت مظلة هذا الاتحاد الميمون، وأن الحفاظ عليه أولى الأولويات وأغلى المقدسات، لا يسوغ لأحد أن يعبث بثوابته أو يتلاعب بقواعده، أو ينال من شموخه ورسوخه.. وتقول أيضاً إن إنجازات الإمارات في ثلاثة وأربعين عاماً، وظهورها بين دول العالم وتميزها وريادتها في كثير من الجوانب، وحضورها اللافت في المحافل العربية والإقليمية والدولية، خير دليل على نجاح التجربة الوحدوية التي صنعها الآباء المؤسسون، وحافظ عليها القادة الصادقون، وسيصونها بإذن الله عز وجل، الأبناء المخلصون جيلاً بعد جيل.

تعود ذكرى الاتحاد كل عام لتخبر العالم أجمع، من خلال احتفاء أبناء الإمارات الواسع الكبير بهذه الذكرى، أننا ماضون في مسيرتنا، واثقون من تجربتنا، حريصون على ثقافتنا، وأننا استطعنا تقديم أنفسنا بهويتنا الأصيلة وثوابتنا الراسخة، لندخل أبواب الحاضر والمستقبل دون التفريط بأصالتنا.. وسنبقى كذلك سفراء للإرث العربي الراسخ رسوخ الجبال، الباحث عن الحياة ليعمرها بالخير والنماء، المقبل على الدنيا بالخير والعطاء، المتواصل مع الآخر في شتى بقاع الأرض، بالتسامح والتعايش والحوار، حاملين على جباهنا تجربة اتحادية ناجحة، تقول للعالم أجمع؛ هذه تجربتنا عطرة سلسة مباركة مصونة، تؤمن بالتنمية والنماء، وتعادي وتحارب كل ألوان التطرف والإرهاب.

وهذا ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في كلمته التي وجهها بمناسبة اليوم الوطني بقوله «إن التنمية والإرهاب يتعارضان ولا يلتقيان؛ فالتنمية أمن واطمئنان ورخاء، بينما الإرهاب يمثل أقصر الطرق لإنتاج الدولة الفاشلة سياسياً واقتصادياً، والممزقة اجتماعياً ومعنوياً، والمنقسمة جغرافياً ومذهبياً».

حفظ الله اتحادنا وبارك فيه على مر الأعوام، وأعاننا على أن نكون حماة حقيقيين لأسسه وأركانه، مدافعين عن ثوابته.

Email