أناشيد بداية التعليم النظامي في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمناسبة يوم العلم ويوم جلوس صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، في ذكراه العاشرة، وتزامناً مع هذه الأحداث الوطنية، لا بد أن نتذكر من كان لهم الفضل في تعليمنا والأجيال التي سبقتنا، وكيف استطاعت أن تحصد العلم في ظل اللوح والسخام ثم الطبشورة والسبورة. وقد كانت منيرة إبراهيم المدفع ضمن السيدات اللواتي شهدن بدايات التعليم بين النظامي وشبه النظامي، في مدرسة الإصلاح التي أسست على يد محمد بن علي المحمود عام 1935. وتقول إنها ألحقت بالمدرسة في سن السادسة هي وصديقاتها؛ شمسة بنت بطي المهيري..

وشمسة بنت حسن، وصالحة بنت حسن، كما ضمت الدفعة كلا من: الشيخ حمد بن ماجد القاسمي، والشيخ خالد بن سلطان القاسمي والد الشيخة لبنى وزيرة التنمية والتعاون الدولي، وخالي حارث المدفع، وأحمد النومان، ووالدي المرحوم ماجد محمد السري. ومن أبرز من لهم الفضل في تدريسنا؛ الشيخ محمد بن علي المحمود، وعبد الله جمعة المطوع، والمرحوم السفير أحمد بو رحيمة الزعابي... وتضيف منيرة المدفع: كانت المدرسة تقع عند سوق العرصة القريب من خور الشارقة..

وكان ذلك في أوائل الخمسينات من القرن الماضي، وقد تم تعليمنا القراءة والكتابة والقرآن الكريم، وبعض الأناشيد وتنظيم الاحتفالات فيما بعد، ويتم تعليمنا مسائياً، ثم طلبنا من المرحومة الشيخة نورة بنت سلطان القاسمي نائبة رئيسة الاتحاد العام ورئيسة جمعية الاتحاد النسائية في الشارقة، وضع أسس لجمعية نسائية في الشارقة، وفتحت لنا تعليما صباحيا، وكنا نتردد على التعليم الصباحي، وعينت أمينة صندوق الجمعية، وما زلت أعمل إلى الآن أمينة سر الجمعية.

وكنا نقرأ فتوح الشام وقصص الأنبياء والكثير من القصص الموجودة في منزل الوالد، وبعض قصص عنتر وعبلة والزير سالم وسيف بن ذي يزن، حيث إن المرحوم والدي إبراهيم المدفع كان يعتبر من أوائل الصحفيين والكتاب في الشارقة، وكان يكتب ويطبع صحيفة عمان، وثم صحيفة العصافير..

وكنا نساعده أنا وأختي عائشة، وكان يعلقها على الأسواق في الشارقة ودبي، ويملك مكتبة كبيرة وتأتيه الدوريات من مصر والعراق والكويت وغيرها. وعندما سألتها: ما هي أناشيدكم في تلك الفترة؟ وهل ترفعون علماً عندما تقفون في الطابور الصباحي؟ أجابت: لم نكن نرفع علما، وكنا نردد أربعة أناشيد صباحية في الطابور، علمنا إياها أستاذ عراقي الأصل لا أتذكر اسمه. وكان هناك فصل واحد للبنات وباقي الفصول للأولاد، وأخذت تردد بحماس:

أعيـدوا مجـدنـــا دنيا وديــنـــا وذودوا عن تراث المســـلمينا

ملكنا الأرض فوق الأرض دهرا وخلدنـــــا مع الأيام ذكـــــرا

أتى عمر فأنسـى عهد كســـرى كذلك كان عهـــد الراشـديـنـــا

**

هكذا دائماً نمشــــي للأمـــام شـأننا نعتـــلي الدهر بانتظــام

إننــا لم نزل ســــادة كـــــرام بالمعالي والعوالي نملك الزمام

إذ بجد وبجهد فخرنا استقام

**

هذا الوطن حق له أن يفتدى بالدماء والمهج

عار علينا إن كنا نضيع مجداً لا يرام

هبوا بني العرب الكرام بالروح نفدي هذا الوطن

وختمت بالقول:

يا ربِّ هيئ لنا من أمرنا رشدا واجعل معونتك العظمى لنا سندا

ولا تكـل إلى تدبيرنـا أنفســـنا والعبد يعجز عن إصلاح ما فسدا

ثم أضافت: كنا نردد هذا النشيد كل يوم بنفس الحماس، وأتمنى على طلبة العلم اليوم أن يحذوا حذونا في هذا الحماس، وسط هذه الأجواء التربوية التي هيأتها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

Email